البعد الاخر:مصعب بريــر يكتب…انهيار سوق العملات الرقمية هل يجعلنا نقلق على مدخراتنا المتداولة عبر تطبيقات الدفع الرقمى (بنك الخرطوم نموذجا) (1) ..!

اطلعت بتوجس كبير على المقال القيم الذى نشره د. بشرى أحمد تحت عنوان : (بنك الخرطوم .. القنبلة الموقوتة) .. ورايت ان اتشاركه معكم ، مع إفراد مساحة تحليلية لواقعنا الاقتصادى الهش ، وعكس بعض الاجراءات الوقائية المناسبة التى يتم اتباعها فى مثل هذه الظروف .. يقول بشرى :

اعتقد أن بعضكم قرأ عن انهيار شركة FTX للعملات الرقمية والتي اعلنت افلاسها قبل عدة ايام و اصبحت مثالاً جديداً للفساد و الإحتيال ، و قد قامت الأجهزة الرقابية في الولايات المتحدة بوضع يدها على أصول الشركة ، و لكن المليارات من الدولارات تسربت لجزر الباهاما قبل التحرك الحكومي ، و الباهاما هي جزر إشتهرت بغسيل الأموال و قيادة عمليات مالية معقدة يصعب تعقبها عن طريق تاسيس شركات وهمية ..

شركة FTX كانت مثالاً للحلم الأمريكي ، و تعاملاتها تقاس بمليارات الدولارات ، و لا زالت هناك نظريات مختلفة تشرح ما حدث ، و لكن الجمهور انخدع بحملات الدعاية المزيفة التي قام بها بعض الممثلين والرياضيين ..

الرواية السائدة أن الشركة تعرضت للإفلاس لانها لم تملك الإحتياطات الكافية لمواجة ما يعرف بـ Bank Run ، و هي حالة تفكير جماعي يشوبه الذعر عندما يهرع المودعين إلى سحب أموالهم بعد وصول نبأ الإفلاس إلى مسامعهم ..

و يعتقد بعض الناس أن العملات الرقمية منحصرة فقط في (البتكوين) ، لكن الحقيقة الصعبة أنه حتى العملات في البنوك ربما تدخل في باب العملة الرقمية إذا لم تتوفر لها إحتياطات لازمة ..

الأزمة في شركة FTX بدأت عندما تعطل تطبيق التحويل المخصص للعملاء ، ثم لجأت الشركة بعدها لتحديد سقف التحويل ، و بعدها أصبح الدخول للتطبيق صعباً بسبب زيادة الضغط ، حيث سعى كل المودعين لانقاذ أموالهم في وقت واحد ..

بسبب الكساد وضياع الفرص الإستثمارية و عدم وجود شفافية ، لا يعرف الجمهور كيف يدير بنك الخرطوم مخاطره , و كيف تتم عملية تقييم الاصول ، و لكن الأمر المخيف هناك بعد سياسي و تدخل حكومي في عمليات البنك ، و بسبب إعتماد أغلب الناس على (تطبيق بنكك) ، فانه توجد أرصدة ضخمة في البنك ، و لكن لا يُعرف حجم الاحتياطات المقابلة الحقيقة لمقابلة السحب ..

و تعطيل التطبيق كان هو إحدى الطرق الفاشلة التي سلكتها شركة FTX لاعاقة السحوبات ، وهي تكتيك مثل إغلاق الكباري لن يكون حلاً على المستوى البعيد ، لذلك فإن ظاهرة تعطل تطبيق (بنكك) المتكررة ربما تكون Red Flag لتسونامي قادم سوف يضرب ضربته ، و سيكون الضحايا هم المواطنين العاديين الذين ليس لديهم علم مسبق بأحوال البنك .. ففي فضيحة FTX قامت القطط السمان بتحويل وسحب أموالها في الوقت المناسب ..

بعد اخير :

لم تتوقف خسائر سوق العملات الرقمية حتى الآن في ظل الأحداث المتلاحقة التي بدأت العصف بسوق التشفير منذ الأسبوع الماضي ، وخلال أقل من أسبوع سجلت رسملة سوق العملات الرقمية خسائر في حدود 250 مليار دولار وتحديدآ خلال 6 أيام تداول فقط .. و نزلت القيمة السوقية للعملات الرقمية من مستويات 1.07 تريليون دولار قبل الانهيار بينما تتداول الآن قرب مستويات دون الـ 830 مليار دولار .. يأتي ذلك تزامنا مع اندلاع موجة عنيفة من الخسائر في أكبر 200 عملة رقمية بقيادة بيتكوين أكبر العملات المشفرة التي خسرت ما يقرب من ربع قيمتها خلال أسبوع ..

بعد تانى :

والسؤال موجه لبنك السودان المركزى ، هل هناك ضمانات حقيقية تحفظ حقوق المودعين فى ظل التداول الكبير للعملات عبر التطبيقات البنكية الرقمية بالسودان ؟!

حسبنا الله ونعم الوكيل

اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين
musapbrear@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *