1
قبل أن أبدأ هذا المقال طاف بذهني سؤال لماذا لا يصدق الرأي العام الرئيس البرهان؟ لقد أعلن الرئيس في أكثر من مناسبة أنه لا اتفاق ثنائي مع قحت، ورغم ذلك لا يزال الرأي العام غير مصدق وتركز كل التقارير الصحفية وناشطو الأسافير على أن ما هو قادم اتفاق ثنائي. بدا أن الأمر يعود لسببين؛ الأول أن الثقة بالرئيس البرهان تضعضعت إذ كثيراً ما يؤشر يمين ويلف شمال فلا تعرف الإشارة جاي وللاّ جاي.!!.
2
أما ثاني الأسباب هو ما لاحظه الجمهور أن السيد الرئيس يتراجع عن أقواله وتعهداته بصورة مزعجة وبذا فقد بعضاً من مصداقيته.
والسبب الثالث أن الناس ما عادت تصدق الأقوال وإنما تنظر للأفعال، والآن الناس ترى أن الرئيس يعلن أنه لا اتفاق ثنائي ثم يتم الكشف عن مفاوضات سرية حول الدستور أو الإعلان الدستوري مع جهة واحدة ! فكيف لا يكون الاتفاق ثنائياً والمفاوضات تجري حول وثيقة واحدة وحصرياً بين العسكر وقحت؟.
3
بعد الكشف عن المفاوضات السرية تطور هذا الموقف قليلاً إذ جرى التأكيد أن ما تم الاتفاق عليه ثنائياً في الإعلان الدستوري مطروح ليصبح قاعدة للحوار مع الآخرين ليصبح شاملاً. حسناً ليأتي كلٌ بما عنده من وثائق ودساتير ويجري التفاوض شاملاً دون إقصاء فيكون الاتفاق على إدارة الفترة الإنتقالية كذلك. هذا ما أكدت عليه الثلاثية التي تصحو وتنوم بفعل فاعل.!
4
لاحظت وسط هذا الجدل هناك خطوة ذكية قام بها العسكر يستحقون التحية عليها إذ كسروا بها جمود الساحة السياسية وحدوا بها من ضغوط المجتمع الدولي. لاحظت في نتائج التفاوض الثنائي المعلنة مع قحت أخذ العسكر كل ما يليهم من تأمين كامل للجيش والأجهزة الأمنية فى سياساتها وأنظمتها ومؤسساتها الاقتصادية وأصروا على تأمين الحماية الشخصية لهم من أي مساءلات قانونية مستقبلية مما جدد الاتهامات للحرية والتغيير 4 طويلة بأنها فى سبيل العودة للحكم باعت دماء الشهداء.
ثم بعد وقعوا (العسكر) معهم (قحت) على ذلك طلبوا منهم طرح وثيقتهم على القوى السياسية الأخرى فينفتح الاتفاق الثنائي ليصبح شاملاً. فوجئت قحت بالموقف العسكري وطفقت تبحث عن قوى خفيفة الوزن من “فلول النظام البائد” فوجدوا شعبي كمال عمر المنقسم جاهزاً على الأبواب وبعضاً من أنصار السنة ، لا أعرف لماذا تذكرت بيت شعر مفرغ الحميرى (ألا ليت اللحى كانت حشيشاً فتعلفها خيول الإنجليز).
5
أضف لهذا العويش السياسي الحزب الإتحادي (فلول) المنقسم أيضاً فأدخل سيدي محمد الحسن يده ووقع على وثيقة لا تبدأ “باسم الله” لأول مره في تاريخ الختمية، لابد أن سيدي الختم الكبير و سيدي الحسن راجل كسلا قد تململا في قبريهما وأصابتهما هاء السكت، شآبيب الرحمة على قبريهما.العزاء ان السيد محمد عثمان لايزال يمسك بدفة الحزب مد الله فى ايامه. سنعود مرة أخرى في لنرى ماذا يجرى ببيت الميرغني الذى هو موضع حبنا ولنا مع المراغنة نسبًا ودماً.بالمناسبة والدى رحمة عليه مدفون فى جامع السيد على.
6
هنالك خطوة أخرى متبقية وهي أن تجمع قحت عويشها وتوحد موقفها وتستعد لجولة مفاوضات مع كتلة الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية التي من ضمنها الحركات المسلحة (خاصة مناوي وجبريل) ونداء السودان التي لا يمكن تجاوزها الآن، الجذرى مستبعد إضافة لبعث خالى السنهوري الذي نزل تحت الأرض وأسرج خيله بعيداً عن مرابط قحت. لا يزال وضع الشرق (ترك) غامضاً، هل هو مدعو لمائدة الحوار أم مستبعد كالعادة.؟.
7
على الطاولة سيتم الحوار على أساس الإعلان الدستوري لتسييرية المحامين مجهول الأبوين، وهناك احتمالين إما أن يصل التفاوض الذي سيتم برعاية دولية واقليمية، لاتفاق شامل أو يصل إلى طريق مسدود. وهنا إذا أصر العسكر على عدم الثنائية سندخل فى فترة تيه طويلة قد يحسمها العسكر بتكوين حكومة من طرفهم أو انقلاب عسكري يطيح بالجميع. دعونا نأمل خيراً، أن يهدي الله النفوس وتصل المفاوضات المقبلة بحسب بلعيش إلى اتفاق شامل وصولاً لحكومة كفاءات مستقلة لا حزبية ولا تقوم على المحاصصات كما ظل الرئيس البرهان يتعهد بها لرفاقه في الجيش والشرطة، وذلك كل مايرجوه الشعب. تفاءلوا بالخير تجدوه.