وكالات : كواليس
وصف تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) الأميركية مشاعر الفرح والابتهاج لدى الأوكرانيين في مدينة خيرسون بعد انسحاب القوات الروسية منها بأنها عارمة، لكنه حذر من كارثة إنسانية قادمة للمدينة.
وقال التقرير إن المواطنين هناك لفّوا أنفسهم بأعلام بلادهم وعانقوا الجنود الأوكرانيين في الشوارع، وصدحت الأصوات المبتهجة بالهتاف كما انطلقت أبواق السيارات. وقال أحد المتطوعين الأجانب إن وصولهم إلى المدينة كان مثل وصول قوات الحلفاء إلى باريس عام 1944.
ومع ذلك، وفي خضم الاحتفال، أصبحت الأزمة الإنسانية في المنطقة موضع تركيز. فكثير من الناس في خيرسون ليس لديهم تدفئة أو كهرباء أو مياه جارية، أو خدمة الهاتف المحمول، وهناك نقص في الغذاء والدواء. وقال مسؤولون عسكريون أوكرانيون إن المدينة ليست آمنة بعد لوصول الإغاثة الإنسانية على نطاق واسع، مع حقيقة أن القوات الروسية انسحبت لكنها وضعت خيرسون في نطاق مدفعيتها.
سيقصفون المدينة
ونقل التقرير عن الكولونيل رومان كوستينكو عضو البرلمان الذي يخدم في الجيش الأوكراني قوله إن خطر تعرض خيرسون لقصف انتقامي من الروس مرتفع، مضيفا “سيقصفون المدينة”.
ووصف مسؤول أوكراني الوضع بأنه “كارثة إنسانية”. وأمس السبت ألقت تقارير عن انفجارات في سد خطير، يبعد نحو 40 ميلا إلى الشمال الشرقي من خيرسون، بظلالها المتزايدة على احتفال السكان.
وأعرب جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي جو بايدن، عن تفاؤل حذر أمس بشأن انسحاب روسيا من خيرسون، واصفا ذلك بأنه “لحظة كبيرة” للقوات الأوكرانية، كما كرر أن إدارة الرئيس جو بايدن لن تضغط من أجل إنهاء دبلوماسي للحرب.
ومع اقتراب أشهر الشتاء بسرعة، ينقسم المحللون العسكريون حول مصير الحرب وما إذا كان بإمكان القوات الأوكرانية الاستمرار في استعادة الأراضي على الرغم من الصعوبات اللوجستية التي تأتي مع الطقس البارد القارس.
تدمير السد
وعلى مدى أسابيع، حذر كل من الأوكرانيين والروس من أن الجانب الآخر سيحاول تدمير السد. وقال محللون عسكريون إنه لن يكون من مصلحة أي من الجانبين تدميره، لأن القيام بذلك سيكون له تأثير على كلا الجيشين لتموضعهما على ضفتي النهر.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية أن المنطقة المحيطة بالسد تعرضت لأضرار يومي الخميس والجمعة، عندما تراجعت القوات الروسية.
وقالت كييف إنها ليس لديها أي حافز لإغراق أراضيها، وإن الاتهامات الروسية من دون دليل كانت علامة على أن موسكو كانت تستعد لتفجير السد، مما قد يؤدي إلى إغراق 80 بلدة وقرية ومدينة، بما في ذلك خيرسون.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطاب ألقاه أمام المجلس الأوروبي الشهر الماضي، “تضع روسيا عن قصد الأساس لكارثة واسعة النطاق في جنوب أوكرانيا”.