لقد ارتضينا جميعا الإنضمام للقوات المسلحة كمقاتلين ، وسنظل باقين فيها مدى الحياة كمقاتلين ، مجالدين ومخلصين حتى آخر لحظة .
لن نستبدل هذه الحقيقة بأي آراء مناوئة ولن نقبل أبدا أن نكون مجرد مسخ لأي كيان أو جسم يستجدينا عند المحن .
حتى اذا ما انغمسنا في ملذات التفكر والتدبر والكتابة فهذه المساحة نحن موجودون فيها رغما عنا ، فمكاننا دوما سيظل محفوظا بين تلك الجبال الشاهقة ، و وسط حقول الأدغال الشاسعة ، وفي ربوع الصحاري النائية ، سيظل ذلك المكان مخصصا لنا فقط نحن مقاتلوا التفكك والتشرزم والتنافر ، القابضون على جمر الوحدة و السائحون في رحاب الوطن الحبيب .
نحن لسنا سياسيين ، ولا يمكن أن نتدنى إلى هذا الدرك السحيق ، نحن فقط قدر لنا أن نخوض هذه التجربة القاسية وأن نتحمل مرارات الخلافات و التشاكسات الصبيانية حتى لا يقال ” انهارت وبنوها ينظرون ” .
سنظل عصيون على كل مؤامرة تستهدف تعاضدنا و تماسكنا وقيمنا وموروثاتنا الراسخة ، وسنظل نطبق هذا الشعار ( الله – الوطن ) ولو على رقابنا ، و سننشد يوما مع شعبنا أنشودة السلام على شرف علمنا الشاهق ، وسيتغني الأطفال بجيشهم و أبطالهم ،
وطالما فينا قلب ينبض لا تهيموا لأمر وطن يقع بين سندان الساسة ومطرقة الإنتهازيين والأصوليين وتجار الدين و أصحاب الجوازات الأجنبية ولوردات الحروب.