أفضل مايفعله البرهان هذه الأيام والأيام التالية أنه يضرب بقوة على مؤخرة رأس بعض قيادات وقواعد الإسلاميين ليستفيقوا على حقيقة أن الجنرال الكبير لاعلاقة له بهم وأنه بات يملك مشروعاً خاصاً به ليكون رئيساً للسودان .. وفي سبيل تحقيق غايته هذه لن يجد حرجاً ولا مشاحة في ضرب الإسلاميين والتنكيل بهم إن كان ذلك يحقق له حلمه الذي بات قريباً من مرمى عينه .. مساء أمس تم نقل المشير البشير إلي سجن كوبر رفقة عدد من المعتقلين السياسيين من كبار قادة الجيش والسلطة في عهد البشير ..
مما يأسف له المرء ويحزن حد الصدمة أنّ عدداً من قيادات الإسلاميين في الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني قللّوا من قرار نقل البشير إلى كوبر مجدداً موضحين أن قرار النقل كان بقرار من قاضي محكمة يونيو 1989 !! في صحيفة الإنتباهة الصادرة صباح اليوم الخميس أكد عضو هيئة الاتهام للصحيفة أن القرار صدر من جهة لا يعلمونها ..ولم يكن القرار من جهة طبية أو قضائية على حد قوله ..
يستحق المشير البشير معاملة كريمة ليس من باب الشفقة والرثاء ..بل من باب أخلاق الكرام وشهامة الشجعان ونزولاً على التقاليد العسكرية في معاملة قادة الجيش السوداني بعيداً عن مواقفهم السياسية ..
طيلة مدة اعتقال البشير فشل المعادون له سراً وجهراً في تجريمه .. وعجزوا عن منحه حقه كقائد عظيم في الجيش يستحق معاملة تليق بتاريخه داخل مؤسسة الجيش التي أحبها وأحبته ..
عودة البشير إلى كوبر بالطريقة الدراماتيكية التي تمت بها تزيح الستار عن التناقض المحزن الذي تعيشه وتمارسه بعض القيادات الفاعلة داخل الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني ..قيادات ظلت تطالب قواعدها الصابرة بدعم البرهان بدعوى أنه أفضل الخيارات السيئة .. وهاهي الأيام (تبرهن) لهؤلاء المشائخ أن رهانهم كان وسيكون أسوأ الخيارات المتاحة !!
يحتاج هؤلاء المشائخ لصعقة أخرى حتى يفيقوا من خدر التقديرات السياسية المغلّفة بالنوايا الطيبة ..هنالك فرق كبير بين دعم مؤسسة الجيش السوداني ودعم أحلام وخطط ومشاريع الفريق البرهان !!