بتصريح واحد – فقد البرهان أرضية صلبة كان يستند عليها (دون مقابل) ، نعم دون مقابل – لأن التيار الإسلامي العريض لم يكن ينتظر منه مقابلا لهذا الموقف ، لم يكن التيار الإسلامي ينتظر منه أن يجري معه (تسوية ثنائية) ولا (اعفاء من جرائم جنائية عامة) مثلما ينتظر منه اليسار ذلك ، ولم ينتظر منه التيار الاسلامي وظيفة أو مزية أو حقيبة وزارية مثلما تنتظر منه أحزاب قحت التي تتردد عليه كثيراً هذه الأيام..!! فالتيار الإسلامي حينما يقف مع الجيش ، فهو ومن وجهة نظره يقف مع مؤسسة وطنية راسخة ومجيدة ، هو يقف مع رمزية ظلت ترعى العزة والكرامة على امتداد تاريخ هذا البلد ، وفي الذاكرة كل القادة العسكريين الذين كانوا من شموس هذا الوطن الأسمر الذين أضاءوا دياجيره بنور الحق الساطع وملؤوا طرقاته عزا وكبرياء ..!!خسر البرهان الإسلاميون ولم يكسب عشق اليسار ، لأن اليسار في الأصل لا يرغب فيه (إلا ولا ذمة) ، لأن اليسار يريد منه فقط أن يحمله بجناحيه إلى السلطة ، يريد منه اليسار أن يكون جسرا يوصله إلى السلطة (سمبلة) ودون تفويض شعبي ، يريد منه اليسار أن يسخر بندقيته لحراسة الفوضى والغوغاء ، وحراسة أجندة سياسية قائمة على الكراهية واجتثاث الآخر ، والآخر سيكون البرهان نفسه حينما يتحقق الهدف الأول ؛ وليس ذلك عليهم ببعيد..!!صفوة القول فقد البرهان بهذه التصريحات تيارا وطنياً مساندا وداعما رئيسا ، فقد تيارا يحمل الحب والوفاء للقوات المسلحة، فقد تيارا يرى أن القوات المسلحة تحمل ملامح (السودانوية) بشكلها القديم والحديث ، فقد البرهان تيارا وطنيا يؤمن بالديموقراطية ويؤمن بعزة وكرامة هذه البلاد ، فقد تيارا معين على إحقاق الحق وإبطال الباطل ، ولا يرغب في سلطة يحمل إليها عبر بندقية العسكر، وإن أراد ذلك فقطعا لا يستطيع البرهان بينه وبين وبين ذلك ، واختار أن يساند تيارا ضعيفا هدفه تفكيك القوات المسلحة وتمزيق أواصر البلد ويبدوا أن كابوس التسوية كان أكبر من التعقل في هذا الوقت الحرج ، والله المستعان.