وكالات : كواليس
يقدم رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد نفسه بديلا عن جميع الحكومة والمعارضة، ويقول في مقابلة خاصة إنه جاهز لتسلم منصب رئيس الوزراء إذا ما اختاره الشعب رغم عمره الذي تجاوز 97 عاما.
حكم مهاتير محمد ماليزيا الفترة من 1981 حتى 2003 ثم عاد إلى السلطة عام 2018 لكنه استقال في فبراير/شباط 2020، وبرر استقالته بخسارته لثقة حزب وحدة الملايو (برساتو) الذي أسسه عام 2016 بعد طرده من حزب المنظمة الملايوية القومية المتحدة (أمنو).
وتجنب رئيس الوزراء السابق مهاجمة أي حزب بعينه قبيل الانتخابات، وهو يعلق آمالا بالتحالف مع أحزاب ذات ثقل قبل الانتخابات أو بعدها، وذلك رغم رفض الأحزاب الرئيسية الدخول معه في تحالف جديد.
مقابلة مهاتير تأتي قبيل الإعلان عن أسماء المرشحين بالدوائر الانتخابية المقررة يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري:
-
ماليزيا تقف على أعتاب الانتخابات العامة، ورغم أنك حكمت البلاد مرتين فإن هذه الجولة لا تبدو سهلة، أين تقف والانتخابات على الأبواب؟
ما زلت قادرا على العمل بشكل طبيعي، وأنا قلق لما يجري في البلاد، وإذا ما تمكنت من عمل شيء لتحسين الوضع فإنه من واجبي فعل ذلك، ولذلك فإنني أعمل بنشاط من أجل بلادي.
-
شهدت الساحة السياسية انقسامات حزبية كثيرة منذ انتخابات عام 2018، بما يجعل من الصعب تشكيل تحالف قوي يمكنه أن يحقق الفوز، فكيف ترى المشهد السياسي؟
لقد عملنا من أجل منع الإطاحة بالحكومة وتشكيل أخرى من الأبواب الخلفية، وما حدث أنهم نصبوا حكومة غير منتخبة من الشعب، واتخذنا ما يلزم لمنع تكرار ما حدث عام 2020، ولذلك أتوقع ألا يكون المستقبل السياسي في ماليزيا غير مستقر، وسنعمل على ممارسة ديمقراطية مستقرة.
-
يبدو الوضع السياسي أكثر تعقيدا اليوم مما كان عليه عشية انتخابات 2018، فقد كان لديكم تحالف الأمل القوي، ولكن الغالبية الملايوية التي تشكل مخزونكم الانتخابي منقسمة إلى 4 تحالفات حزبية، ألا ترى أن هذا من شأنه بعثرة أصوات الناخبين وجر البلاد إلى سيناريو آخر؟
أتوقع أن يكون الوضع صعبا، لأن حزبنا جديد، ورغم أن تحالفنا معروف لدى الناس فإنه لم يسجل رسميا، ولذلك نسعى أن ندخل الانتخابات تحت لواء حزب مسجل.
لكن على الأرض الناس يريدون أن يروا التغيير، فهم غير راضين عن الحكومة الحالية، ونتمنى أن نتمكن من تقديم بديل للحكومة الحالية، وهي لا شك أنها حكومة ملايوية، ولكنها ارتكبت كثيرا من الأعمال الخاطئة، ولذلك نتوقع أن يرفض الناس الحكومة الحالية، والبحث عن بديل، ونحن نقدم البديل.
-
لقد تحدثت عن أعداء الوطن، فمن تعني وهل أعداؤك الشخصيون على أبواب الانتخابات؟
نتمنى أن يقدم من لم ينخرطوا بأعمال سيئة بديلا عن الحكومة الحالية، والتي تقاد من قبل أشخاص أدينوا بارتكاب أعمال خاطئة، مثل السرقة وغسل الأموال والفساد الإداري والمالي، ونرى أننا بتقديم حزب ملايوي سيحصل على الدعم شعبي، لأن الناس يريدون تغييرا في الحكم، وقبل إنشاء هذا الحزب لم يكن لديهم بديل، والآن يمكننا تقديم تمثيل بديل لنا، ومن حزب يهيمن عليه ملايويون لا يوجد لديهم سجل جنائي.
-
لقد تكررت هجمات الموساد، وآخرها أظهر أنه بدأ يعتمد على مواطنين ملايويين ورغم خطورة الحادث فإن الحكومة لم تفصح عن خطوات لتحصين البلاد
ماليزيا بلد مفتوح، ويمكن لأي شخص المجيء إليه بل والعيش فيه، ولا نعرف الخلفية التي يأتي منها كل شخص، وقد يكون عملاء الموساد يأتون هنا بانتحال هويات مختلفة، وما يفعلونه تكشفه الحكومة بلا شك.
لكن سياسة الحكومة واضحة وهي أننا لا نريد أن نرى أي إسرائيلي في هذه البلاد، ولكنهم يأتون على أنهم ليسوا إسرائيليين وإنما بجنسيات أخرى، وبذلك يمكنهم العثور على أناس هنا ليسوا على علم بطبيعة العمليات التي تقوم بها الموساد، وقد يكون عملاء الموساد ورطوا أشخاصا بالعمل معهم خلافا لسياسات الحكومة الصارمة ضد الموساد والداعمة للفلسطينيين.
-
لكن تجنيد مواطنين من قبل الموساد يدق جرس الإنذار، كما قال كثيرون في ماليزيا
الحكومة تتخذ إجراءاتها ولا أعرف إلى أين وصلوا لأنني لست في الحكومة، ولكن سياسة الحكومة واضحة جدا، وهي أننا لا نريد أي علاقات بإسرائيل ولا نسمح للإسرائيليين بأن يأتوا إلى ماليزيا.
-
ما هي رؤيتكم للمستقبل؟
نريد أن نعود بماليزيا إلى تلك الأيام التي كانت تعيش فيها استقرارا سياسيا وسلميا وديمقراطيا، وتتقدم في التنمية، عندما كانت يطلق على ماليزيا النمر الآسيوي، ولدينا في حزبنا من لديهم تلك الخبرة في إدارة البلاد بنجاح، وهذا هو هدفنا، نريد أن نعيد ماليزيا إلى مكانتها في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، عندما كانت تعتبر نموذجا بين الدول الإسلامية.
-
لقد حافظت ماليزيا على توازنها أثناء الحرب الباردة بين الكتلتين الشرقية والغربية، لكن الوضع حاليا يبدو مختلفا مع تصاعد التوتر بين روسيا والغرب، والصين والغرب، فإلى أي مدى يمكن لماليزيا أن تبقي حاملة العصا من الوسط إذا ما تفاقم الصراع؟
ماليزيا بلد تجاري، والتجارة والأعمال تنجح في ظروف سلام، ولا نريد أن نرى أي توتر أو إخلال بالأمن في منطقتنا، ولذلك فإنه -بخلاف دول أخرى في آسيا تساند الموقف الأميركي- فإن ماليزيا تبقى على الحياد، فلا ننحاز إلى الأميركيين أو الصينيين، ونريد التبادل التجاري مع جميع الدول، وهذه سياستنا، ولم نتبن الموقف الأميركي بمواجهة الصين.
-
ولكن إذا ما انفجر الموقف فستكون ماليزيا في موقف حرج؟
نتمنى أن يقدر الطرفان حيادنا، وحتى الروس، فنحن لسنا ضد الروس أو الأوكرانيين، ولم ننحز لأي منهما، وكذلك الأمر شرق آسيا لم نتخذ موقفا منحازا في الصراع بين الصين والولايات المتحدة، وكل ما نريده السلام، ولم نتورط في أي نوع من الاستفزاز الذي اتخذته أميركا ضد الصين أو تجاه روسيا، وكل ما نعمل من أجله هو السلام والاقتصاد، وهذه سياستنا.
بالطبع يريد الأميركيون منا الانضمام إلى مواجهة الصين ولكننا لم نفعل ذلك.