وكالات : كواليس
حذر الكاتب الأميركي جوناثان فريدلاند، في مقال له بصحيفة “غارديان” (Guardian) البريطانية، من أن الديمقراطية في الولايات المتحدة تعيش محنة حقيقية وتهديدا وجوديا سببه أن الرئيس السابق دونالد ترامب وأتباعه من الجمهوريين يرفضون ركنا أساسيا لا تقوم الديمقراطية إلا به، وهو القبول بنتائج الانتخابات.
وقال فريدلاند إن معظم المرشحين من الحزب الجمهوري في الانتخابات النصفية الجارية حملاتها الآن يرفضون مبدأ الديمقراطية الأساسي: قبول حكم الناخبين.
يرفضون ركنا أساسيا للديمقراطية
وأضاف أن إعلان المرشحين الجمهوريين في الانتخابات النصفية لنتائج انتخابات 2020 لا يقتصر على تلك الانتخابات فحسب، بل ينطبق على المستقبل أيضا.
وأورد الكاتب العديد من تصريحات هؤلاء المرشحين التي رفضوا فيها القول إنهم سيقبلون نتيجة تصويت يوم الثلاثاء المقبل إذا خسروا.
وقال إن نتائج هذه الانتخابات ستقرر أكثر مما إذا كان أحد الحزبين سيتولى السيطرة على مجلس النواب ومجلس الشيوخ؛ إذ إنها ستساعد كذلك في تحديد ما إذا كانت الولايات المتحدة ستظل ديمقراطية حقيقية وإلى أي مدى.
وأشار إلى تصريح الرئيس جو بايدن يوم الأربعاء الذي قال فيه إن الديمقراطية نفسها على ورقة الاقتراع، وإنها تحت تهديد شديد، مشيرا إلى أن البعض عدّ هذا التصريح جزءا من الحملة الانتخابية. وأكد الكاتب أن جو بايدن نادرا ما كان يبالغ.
يقبلون بالعنف وسيلة للحصول على السلطة
وقال إن الجمهوريين لا يرفضون حاليا استخدام العنف وسيلة للحصول على السلطة، مشيرا إلى اقتحام مبنى الكابيتول في 2021 وعدم استنكاره من الجمهوريين إلا من قلة قليلة، ورفض الباقين التصويت لمصلحة عزل ترامب لدوره في إثارة هذا العنف.
كما أشار إلى اختلاقهم ونشرهم نظريات المؤامرة (بمن فيهم الملياردير إيلون ماسك) حول الهجوم أخيرا على بول بيلوسي زوج رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، بالإضافة إلى ارتفاع التهديدات المسجلة ضد أعضاء الكونغرس بمقدار 10 أضعاف في السنوات الخمس التي أعقبت انتخاب ترامب في عام 2016.
واستمر يقول إن ابتعاد الحزب الجمهوري عن الأعراف الديمقراطية لم يعد مقصورا على رجل واحد، بل أصبح جزءا لا يتجزأ من روح الحزب الآن، كما أن استقطاب المعلومات رسّخ الاستقطاب في أميركا، بحيث أصبح الأميركيون الآن في مجالين مختلفين من مجالات المعرفة؛ كل واحد بالكاد يمس الآخر.
أميركا تمر بلحظة خطيرة
وعلق على ذلك بالقول إنه يشكل خطرا على الديمقراطية لأنه لا يمكن أن يكون هناك صنع قرار جماعي، وهو ما تقوم عليه الديمقراطية، من دون الاتفاق على حقائق أساسية؛ “إذا لم نتمكن من الاتفاق أولا على أن المنزل يحترق، فلا يمكننا البدء في الحديث عن إطفاء النيران”.
وختم قائلا إن الولايات المتحدة تمر بلحظة خطيرة، بغض النظر عن نتائج الانتخابات الحالية، إذ تفقد أقوى ديمقراطية في العالم ردود الفعل والعادات التي تجعل الديمقراطية ممكنة.