وكالات : كواليس
فازت الكاتبة الفرنسية بريجيت جيرو -أمس الخميس- بجائزة غونكور الأدبية عن روايتها “العيش سريعًا” (Vivre vite) الصادرة عن دار فلاماريون، وفيها تستعيد الأحداث غير المتوقعة التي أفضت إلى مقتل زوجها في حادث دراجة نارية.
وباتت جيرو -المولودة عام 1960 في ولاية سيدي بلعباس بالجزائر- أول امرأة تنال المكافأة الأدبية الفرنسية الأرفع منذ فوز ليلى سليماني بها عام 2016 عن روايتها “أغنية هادئة” (Chanson douce)، والثالثة عشرة منذ إطلاق غونكور قبل 120 عاما.
وحصلت جيرو على الجائزة خلفا للسنغالي محمد مبوغار سار، بعد تنافس حاد مع الإيطالي السويسري جوليانو دي إمبولي، إذ أدى صوت ديدييه دوكوان رئيس أكاديمية غونكور إلى ترجيح النتيجة لصالحها في الدورة الرابعة عشرة من التصويت.
وباختيارها كاتبة غير جماهيرية ولا تحقق مؤلفاتها مبيعات كبيرة، واصلت أكاديمية غونكور توجهها التجديدي.
العيش سريعا
ولجيرو -التي درست الإنجليزية والألمانية وعملت بائعة كتب ومترجمة وصحفية، وتقيم في مدينة ليون (وسط فرنسا الشرقي)- نحو 10 كتب، من بينها روايات أو قصص قصيرة.
وكانت جيرو قد حصلت على جائزة غونكور للقصص القصيرة عام 2007 عن مجموعتها القصصية “الحب مبالَغ في تقديره” (L’amour est tres surestime). وفي عام 2019، وصلت إلى نهائيات جائزة “ميديسيس” عن “يوم شجاعة” (Jour de courage).
واختار أعضاء أكاديمية غونكور من خلال “العيش سريعا” قصة رصينة وحساسة لقيت استحساناً كبيراً من النقاد.
واستلهمت الكاتبة من مأساتها الشخصية المتمثلة في مقتل زوجها كلود يوم 22 حزيران/يونيو 1999 في ليون، بفعل سقوطه عن دراجة نارية قوية ليست له، كونه انطلق بها بسرعة فائقة أكبر مما يفترض عند إشارة المرور.
الروايات غير الفائزة
أما منافس جيرو الإيطالي السويسري جوليانو دي إمبولي (49 عاما) الذي رُشح عن روايته “ساحر الكرملين” (Le Mage du Kremlin) الصادرة عن دار “غاليمار”، فكان يُعتبر من بين المتنافسين الأوفر حظا، لكنه أصبح مستبعدا بعد حصوله على الجائزة الكبرى للرواية التي حصل عليها في نهاية أكتوبر/تشرين الأول من الأكاديمية الفرنسية.
وحضر أدب هايتي الغني للسنة الثانية تواليا في النهائيات، لكن الجائزة أفلتت منها مجددا، إذ لم يتمكن ماكينزي أورسيل من الفوز بها عن روايته “مجموع إنساني” (Une somme humaine) الواقعة في 600 صفحة، ويتناول فيها عالم ما بعد الموت.
وكذلك نافست على الجائزة كلوي كورمان عن روايتها “الأخوات تقريبا” (Les presque soeurs) الصادرة عن دار “سوي”، والتي تجري فيها تحقيقا مع قريبات والدها اللواتي كن في طفولتهنّ ضحايا محرقة اليهود. وكورمان (39 عاما) هي مستشارة وزير التعليم الوطني الفرنسي باب ندياي، وتتولى كتابة خطاباته.
وجريا على العادة، مُنحَت جائزة رونودو مباشرة بعد الإعلان عن الفائز بجائزة غونكور في مطعم “دروان” بباريس. وكانت الجائزة من نصيب سيمون ليبيراتي عن “أداء” (Performance)، وتدور قصتها حول مؤلف سبعيني يستعيد شغفه من خلال كتابة سيناريو عن فرقة “رولينغ ستونز”، ويقيم علاقة مع امرأة أصغر منه بنحو 50 عاما.
وحصل ليبراتي على 6 من أصوات أعضاء لجنة التحكيم.
وللجوائز الأدبية عموما -وبينها غونكور- أهمية اقتصادية كبيرة لا تقل عن قيمتها المعنوية، إذ تُلهم الراغبين في اكتشاف رواية أو تقديمها هدية في موسم أعياد نهاية السنة. ويؤدي فوز كتاب ما بجائزة غونكور إلى تحقيق مئات الآلاف من المبيعات له.
وجريا على التقليد، نالت جيرو أيضا شيكا بقيمة رمزية تبلغ 10 يوروهات، يفضّل الحاصل عليه إجمالا وضعه في إطار بدلا من إيداعه حسابه المصرفي.
وترشّحت رواية “بيروت على ضفة السين” للكاتب اللبناني الفرانكفوني سبيل غصوب في اللائحة الأولى للجائزة الفرنسية لهذا العام، لكنها خرجت من السباق، وهي تتناول الجرح اللبناني القديم والمتجدد دائما عبر رحلة بين بيروت وباريس، حقنها غصوب بكل ما يمكن للسرد المأساوي أن يحقن به من مآس وفجائع وموت وغربة واشتياق، وبعثها في قصة حب من نوع خاص لا ترغب في الانتهاء، محيرا القارئ بين حرب لا معنى لها وهذه المعشوقة رغما عنها المسماة لبنان.