تفرغت هذا العام تماما لمتابعة التوعية بمرض سرطان الثدي وكنت ضمن المشاركين وسفيرة من سفيرات التوعية بهذا المرض الخطير الذي يزداد انتشارا يوما تلو الآخر. كما حظيت خلال شهر أكتوبر بمتابعة العديد من الفعاليات للاحتفال بأكتوبر الوردي كان ختامها صباح أمس الاثنين 31 أكتوبر بالنادي العائلي، الفعالية التي أقامتها نقابة الصحفيين السودانيين (سكرتارية النوع الاجتماعي) بمشاركة العديد من الجهات المختصة تقدمهم مكتب الأطباء الموحد، مركز طيبة برس الإعلامي وجمعية أميرة لمكافحة سرطان الثدي وأتى احتفالهم هذا العام تحت شعار (بوعيك تصحي). شرف الاحتفال حضورا عبدالمنعم أبو إدريس نقيب الصحفيين، أحمد عمر المدير العام لمركز الخرطوم للأورام ومدير مستشفى الذرة، ياسر ميرغني مدير حماية المستهلك ومجموعة من المشاركين في التوعية من الأطباء من مستشفى الذرة وعدد من طلاب الجامعات في ذات التخصص.
اشتمل البرنامج على يوم صحي وعيادة كشف مجاني وفقرات توعوية بمشاركة مجموعة من الأطباء على رأسهم الجراح معاوية دبورة ومجموعته من الأطباء، الذي قدم محاضرة توعوية عن المرض والتي اعتبرها من أميز المحاضرات التي قدمت هذا العام في كل الفعاليات التي أقيمت عن مرض سرطان الثدي، لما اشتملت عليه من المعلومات التي من الأهمية بمكان التعرف والإلمام بها عن كيفية الحد من انتشار هذا المرض، شارحا مراحله المتدرجة وخطورتها إذا لم يكتشف المرض باكرا، لافتا إلى أن نسبة 60٪ من الحالات تأتي في المرحلتين الثالثة والرابعة وهما من المراحل المتأخرة بحسب تدرج المرض، داعيا إلى وجود مراكز متخصصة وتوفير الأجهزة اللازمة (الماموغرام والموجات الصوتية الخاصة بسرطان الثدي) في كل الولايات ومدن العاصمة الثلاث، كما أكد على التوعية باستمرار وطوال العام إذا توفرت الإمكانات. ونبه دبورة إلى انعدام جهاز (الماموغرام) في بعض مراكز الولايات وحتى في مراكز أم درمان وبحري ووجه رسالة للصحفيين والإعلاميين بتكثيف الجهود بالتوعية عن مرض سرطان الثدي والطلب والإلحاح على الدولة بتوفير المراكز والأجهزة المتخصصة للقضاء على هذا المرض.
كما سردت الزميلة الإعلامية ليمياء متوكل تجربتها مع المرض وتعافيها منه، وأكدت خلال حديثها بأن التوعية بهذا المرض تحتاج لتكاتف كل الجهات الرسمية والشعبية للحد من انتشاره، ووضعت اللوم الكبير على الأسر السودانية التي ذهبت إليهم في أماكنهم حتى في الولايات من خلال مبادرتها الخاصة التي خصصتها للتوعية به، ولكن كانت نسبة الاستجابة والإقبال ضعيفة لفهم المجتمع السوداني للمرض والتكتم عليه، ورغم ذلك لن تتكسر مجاديفها وأنها ستسعى بكل ما أوتيت للحد والقضاء عليه، وطلبت معاونتها ومساعداتها من الذين يودون المشاركة.
أكد المشاركون أن انتشار مرض سرطان الثدي أتى من عدة عوامل كان للمرأة الدور الكبير فيها لتأخيرها وتقاعسها عن الذهاب للطبيب في الزمن المناسب لأخذ العلاج لحالتها، وكلما كان الحضور باكرا كان العلاج خفيفا وزمنه بسيط والمعاناة قليلة، بالإضافة لقلة التوعية لدى الكثيرين.
هذه الفعالية هي أولى الفعاليات التي نظمتها نقابة الصحفيين منذ تكوينها في أغسطس الماضي وأحسنت اختيار المشاركين فيها وفي المادة التي قدمت من خلالها والتي كانت بكل المقاييس ممتازة ومتفردة عن بقية الفعاليات المحضورة ولكن من المؤسف جدا كان حضور الإعلاميين والصحفيين ضعيفا ولافتا للأنظار باستثناء تغطية وكالة السودان للأنباء بقيادة الزميلة نهلة خليفة وبعض الصحفيات من الصحف رغم الكم الهائل من الصحفيين والإعلاميين التي تمتلئ بهم الدور والمؤسسات الإعلامية والصحفية الحكومية والخاصة وهم المكون الأساسي والعمود الفقري ومن أعمدة التوعية التي يعول عليها الكثير للحد من انتشار هذا المرض اللعين وكل الذين جاءوا مشاركين من عدة جهات خاصة الصحية منها أتوا لخدمتهم خصيصا متكاتفين ومتعاضدين لايجاد ووضع الحلول للمشاكل التي تقف عائقا للقضاء على هذا المرض نهائيا.
نأمل أن يلتفت الصحفيون والإعلاميون لمثل هذه الفعاليات التي يعمل أغلب المشاركين فيها بمجهوداتهم الخاصة للتوعية بهذا المرض والقضاء عليه نهائيا، كما عليهم تكثيف الجهود بمعاونة هؤلاء النفر الكريم من الكفاءات الذين نذروا أنفسهم لخدمة المجتمع السوداني بكل ما يملكون من خبرات للخروج من مشكلة انتشار مرض سرطان الثدي ووجود الحلول لها قبل أن يستفحل ويزداد المرض وتصعب السيطرة عليه.