إعلان الإتحاد العالمي للشعراء عن منح الشاعر محمد المكي إبراهيم جائزة شاعر السودان يمثل لحظةً تختلط فيها المشاعر، إذ يتزامن هذا التكريم الرفيع مع وطأة المرض التي أثقلت على الشاعر الكبير وغيّبته عن الوعي، لكنها لم تغيب حضوره العميق والأنيق في وجدان شعبه.
كأننا نرى الشعر وقد أخذ هيئة الشاعر، يقف وحيداً، يتلقى التكريم نيابةً عن صاحبه المُسَجّى على السرير الأبيض ويؤكد أن الإبداع المنحاز للقيم النبيلة لا تحبسه القيود، سواءً كانت قيود السجن أو المرض أو الزمن.
أما رفاق دربه الإبداعي – الشعراء: عالم عباس، عبد القادر الكتيابي، فضيلي جماع، وبابكر الوسيلة – الذين أوصت لجنة المحكمين بمنحهم شهادات تقديرية، فهم جديرون بالتقدير والحفاوة كونهم أصحاب باعٍ مشهود في الفعالية الثقافية بأصواتٍ ترفعت عن الهويات الصغرى والانتماءات الضيقة، فحلقت عالياً في الفضاء الوطني تبشيراً بمعاني الحياة الكريمة ودفاعاً عن شروطها .. وهم عينة لآخرين وأخريات يسيرون على ذات الدرب المضني الجميل.
التهنئة لهم جميعاً بهذا التقدير المستحق .. ونتضرع إلى المولى الكريم أن يُنْهِض الشاعر محمد المكي إبراهيم من رقدته، وأن يعافي جسد الوطن الذي تكاثرت فيه الجراح.
.