يمثل الشعب السوداني بمكوناته الاثنية والاجتماعية اولي عقبات الحفاظ علي المصالح الامريكية بالسودان والقرن الافريقي
علي الحكومة السودانية وكافة قطاعات الشعب السوداني تحديد موقفه الواضح من العلاقة السودانية الامريكية فالهث وراء ارضاءها غاية صعبة المنال .
يجب ان تعمل الحكومة السودانية وقبل فوات الاوان علي بناء تحالف عسكري سياسي اقتصادي يحافظ علي استقلالية البلاد وسيادتها .
ان العمل علي ارضاء المجتمع الدولي في هذه الظروف من شائنه ان ينهي استقلالية القرار والسيادة الوطنية .
ان المواقف الامريكية تجاه السودان لا تراعي ابداً مصالحه كدولة صاحبة سيادة وقد اثبتت المواقف علي مر التاريخ هذه الحقيقة
علي مدي تاريخ السودان السياسي لم يكن للولايات المتحده اي علاقات عميقة تذكر ابتداءاً من فترة مابعد الاستقلال والتي تلتها علاقات متارجحة وقد شهد السودان استقراراً نسبياً طوال فترة بعده عن هذه العلاقة ولكن تظل اقدار الشعوب المتطلعة للتقدم في خطر اذ ان ذلك يجعلها في مواجهة النظام العالمي احادي القطب والرضوخ لسياساته والا واجه الحرب من كل الاطرف وفي مقدمتهم جيرانه الذين يصبحون بين عشية وضحاها ادوات تطويع لهذه الشعوب الباحثه عن التقدم والرفع
ولعل ما تعرض له السودان من حرب ممنهجة وظلم متعاظم كان كفيلاً بمسح اي دوله اخري ان لم تتمتع بما يتمتع به الشعب السودانية وقيادته المقتدره علي مختلف العصور.
ان الولايات المتحده والمجتمع الدولي لن يترك السودان يواجهه مصيره وتحدياته بلا تدخل وجهود للتعطيل واهدار الفرص والموارد في صراعات وازمة في اصلها صنع هذا النظام العالمي الجائر ولان السودان ومشروعه الوطني لايمران ببوابة النظام العالمي لن يجد الفكاك من القيود ووضع المتاريس امام حركة النهوض الي الامام .
وهذه الدول في استكبارها وفي مقدمتها الولايات المتحدة لن تترك السودان في حاله يخطو نحو المستقبل لان ذلك محفذاً لكل الشعوب المتطلعه للانعتاق من هيمة النظام العالمي وادواته المجحفه ، لقد اقعد النظام العالمي السودان ذها الثلاثون عام من القرارات الجائرة واتهامه بتهم باطله سوقت لها الولايات المتحده عبر استراتيجية الردع وحربها علي الارهاب الكذوب بهدف تعطيل الشعوب وقد استطاع السودان بالرغم من ذلك تحقيق اعلي معدلات نموء اقتصادي عالمي وقد وطن العديد من الصناعات التي كانت حكراً علي الدول العظمي واصبح يمضي نحو التقدم في ثبات استخرج النفط وحقق منه اكتفائه الذاتي وإدار عجلة التنمية والصناعة والصحة والتعليم حتي اصبح انموذجاً للعديد من دول العالم المتطلعه للنهوض والحرية ولكن تظل يد الغرب والنظام العالمي تستحدث الوسائل المقعده لاي دولة ذات سيادة وقرار وان السودان في مقدمة هذه الدول.
ولمعرفة كيفية التعامل مع الولايات المتحدة الامريكية لابد من معرفة تاريخ هذه العلاقة والتي اتسمت فيها مواقف الولايات المتحدة بشي من الحذر ونتقل هذا الحذر الي خانة العداء المستحكم الذي بنيت فيه الولايات المتحده الامريكية الحفاظ علي مصالحها في السودان وترجيح التعامل بالعصي عن الجذرة وتخذت في ذلك اساليب متعدده
بداءت علاقة الولايات المتحده بالسودان في نهاية الخمسينيات بعد الاستقلاله عندما زار نائب الرئيس الامريكي نيكسون السودان وكان بهدف قطع الطريق امام تمدد الاتحاد السوفيتي (صفقة الاسلحة الشرقية لعبدالناصر) ومن بعدها تجمدت العلاقة .
عاد السودان لدوائر الاهتمام الامريكي بعد حرب اكتوبر 1973م مع بداية تنامي الاهتمام الامريكي بمصر بعتبارها الدوله المفتاحية للمنطقة .
وصل الاهتمام قمته في نهاية السبعينيات وبداية الثمانيات من القرن العشرين وقد بلغ حجم المساعدات العسكرية في بعض الاعوام الي حوالي (200) مليون دولار وقد شارك السودان في العديد من المناورات العسكرية.
بداء هذا الاهتمام في التلاشي بعد اتفاق ابريل 1985م وقد يلاحظ القاري ان السودان لم يقترب من دوائر الاهتمام الامريكي الاستراتيجي او التخطيط بعيد المدي حتي 1990م.
في 1990م حاولت الولايات المتحده التدخل في مشكلة جنوب السودان ولم ينجح هذا الدور بسبب عرض الوسيط الامريكي الفصل بين جيش جنوب السودان وشماله في ظل النظام الفدرالي المقترح مما ادي لفشل هذه الوساطه.
وفي مارس 1990م التقي الرئيس السوداني عمر البشير بمساعد وزير الخارجية الامريكي للشئون الافريقية وقد اوقفت الولايات المتحده اي مساعدات اقتصادية وعسكرية للسودان بناءاً علي طلبها من حكومة السودان العودة للديمقراطية بعد ثمانية اشهر اي في يناير 1991م وقد تازمت الاوضاع باعلان الانقاذ تطبيق الشريعة الاسلامية وبذلك اصبح التركيز علي السودان باستراتيجية بعيدة المدي تعمل علي اضعاف النفوذ الديني ورفع مستوي الصراع الداخلي والضغط الاقتصادي.
امن الواضح ان لاستراتيجية الامريكية: واضحة المعالم في العديد من جوانبها تجاه دول القرن الافريقي بصفة عامه والسودان بصفة خاصة الا ان الحكومات المتعاقبة في السودان لم تستوعب ذلك فكانت تبادر بستمرار في محاولة كسب ود الولايات المتحدة والعمل علي تقديم كل ما تسعي له الاخيرة لكسب ودها والسعي بستمرار للحصول علي جذرة هذه العلاقة الا ان الولايات المتحده بستمرار ترجيح العصي ولو قدمة الحكومات السودانية كل ما يبين حسن النوايا وهذا ما تؤكده قرارات الحكومة الامريكية تجاه السودان وما تحفل به حكوماتها المتعاقبة في هذه العلاقة
فمنذ ان وضع جورج كينان الاستراتيجية الامريكية في العام 1947م وهي تاخذ اشكال متعدد في مساراتها واساليبها ابتداءاً من نظرية الاحتواء التي كانت تنطلق منها الولايات المتحده في سياساتها الخارجية وقد بنيت علي اسس علمية متطورة ومن اهم الاسس هذه الاستراتيجية مواجهة التهديد الذي اخذ اشكالاً متعدده مثل المواجهة مع الاتحاد السوفيتي في ايام الحرب البارده.
وبعد الحرب البارده اخذ اشكالاً ومصطلحات جديدة مثل الدول المارقة والارهاب والاسلام الاصولي وهي في عمومها تدخل في مفهوم (لعداء المصالح الامريكية).وقد ارتبطت السياسة الخارجية الامريكية باستراتيجية صممت لمواجهت التهديدات مثل :
الردع ومكافحة الارهاب .
الدرع الدفاعي الصاروخي
وبناءاً علي ذلك اصبحت استراتيجية الردع هي استراتيجية القرن الواحد والعشرون خاص بعد ان ارتبطت بتهديد الارهاب ورغبتها في إقامة الدرع الدفاعي الصاروخي لحماية امنها القومي >
مستويات الاستراتيجية:
يساهم في صناعة الاستراتيجية الامريكية مؤسسات رسمية وغير رسمية مما يجعل المراقب العادي يري تناقضاً وتعارضاً في بعض السياسات والقرارات الامريكية ولكن الخبراء يرون خلاف ذلك وان هنالك مستويات كثيره في التعامل مع القضايا والملفات المطروحة:
مستوي التعامل بعيد المدي: ويكون هذا المستوي الذي تكون فيه المصالح والمخاطر الاستراتيجية هي التي تحرك وتدير ذلك الملف.
المستوي الادني : هو مستوي اجهزة ادارة الازمات والذي تتحرك في لمعالجة الاوضاع المرتبطة بمصالح الولايات المتحده.
مؤسسات صناعة الاستراتيجية:
تسهم في صناع الستراتيجية عدد من المؤسسات( البيت الابيض.، مستشاري الرئيس ، الخارجية ، الكونجرس ،البنتاقون ، وكالة الاستخبارات ،مجموعات الضغط ومراكز الدراسات والحوث).
وضع السودان داخل الاستراتيجية الامريكية:
من الملاحظ من خلال التناول لمراحل العلاقة بين السودان والولايات المتحدة انه لم يقترب من دوائر الاهتمام الامريكي الاستراتيجي او التخطيط بعيد المدي منذ الاستقلال وحتي قيام الانقاذ في العام 1989م.
وان اغلب السياسات نحوه السودان كنت تدار وفق ادارة الازمات وتاثيرات الوضع القائم مثل العلاقة مع الاتحاد السوفيتي والعلاقة مع مصر والسعودية وغيرها.
كما اثار اعلان تطبيق الشريعة الاسلامية حفيظت الولايات المتحدة لكرهها للانظمة الاسلامية فاصبحت تشن حملات منظمة علي السودان بسبب هذا التوجه المرفوض لها.
فبداءت تتحدث عن النظام العسكري ،غير الديمقراطي وانتهاك حقوق الانسان في جبال النوبة والحرب الدينية في جنوب السودان ورعاية الارهاب وممارسة تجارة الرق
اهمية السودان في الاستراتيجية الامريكية في الاتي:
العامل الديني والعرقي.
نشاط الكنائس الانجيلية.
المصالح الاقتصادية الامريكية (النفط المعادن)
أزمة الغذاء العالمية.
التاثير السوداني علي دول القارة الافريقية
مما سبق يتضح ان العلاقة السودانية الامريكية لن تمضي الي شي من الانفراج او التعامل بالندية وانه لايمكن للسودان بناء علاقة مبنيه علي الاحترام والمنافع المتبادلة في ظل وجوده داخل الاستراتيجية الامريكية التي تصنفه من دول الممانعه والعداء المستحكم المبني علي خلفيات عقدية ودينية وفي ذات الوقت المواقع الحو سياسي الذي يعتبر احد اهم المواقع في اختراق الشرق الاوسط وشرق ووسط افريقيا ومنطقة القرن الافريقي .
وانه علي الحكومة السوداني ان لا تتعامل بمالمواقف اللحظية وانه يجب ان يكون موقف الدولة السودانية واضح تجاه هذه العلاقة لحماية مصالحة الخاصة وان الواقع العالمي يفرض علي الحكومة السودانية ان تتخذ موقف واضح لا يتغيير بتغير الحزب الحاكم او الكيان السياسي المسيطر لان الاستراتيحية الامريكية تجاه السودان واضحة ولن يكون لها استقلال سياسي بمفرده ما لم يقوي من وضعه الاقليمي والعالمي وان الحرب التي نشهده الان اذا لم نحدد فيها موقفنا من كافة الدولة والعلاقات الخارجية سوف يصبح من المستحيل الحفاظ علي دولة مستقلة ذات سيادية
في الوقت الراهن يجب ان تتحلي الحكومة بالشجاعة وتعمل علي بناء حلف عسكري استراتيجي مع دول ذات وزن واستقلالية في القرار ولعله بات من المناسب جدا اعلان هذا الحلف ولو استمرت هذه الحرب مائة عام
فمن الواضح جدا ان الولايات المتحده واذرعها التي تعتمد عليها في هذه الحرب ترجح التعامل مع قحت وحليفها العسكري وان كان ذلك لفترة موقت بعدها تسيطر علي القرار السياسي والعسكري واعادة هيكلة الحياة العامة ديمغرافياً وسياسياً وجتماعياً فكل مجهوداتها السياسية تجعلها توقن تماماً ان مشكلتها ليست في الحكومات السودانية فقط بل في المكون الاجتماعي والاثني في السودان
وان حرب الموارد القاىمة الان لن تستطيع ان تحقق فيها اي انتصار مالم تحدث هذا التغيير في الشعب السوداني حكومة وافراد .