وكالات : كواليس
قفزت صادرات الولايات المتحدة من النفط الخام والمشتقات النفطية إلى مستويات تاريخية، رغم ارتفاع مخزونات الخام بعكس توقعات المحللين ومحاولات تأمين الإمدادات محليًا قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي.
وتتزامن الشحنات القياسية التي تصدّرها الولايات المتحدة من النفط الخام والوقود، مع مواجهة الساحل الشرقي في البلاد نقصًا في إمدادات البنزين والديزل.
وبحسب ما أظهرته بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية -الصادرة أمس الأربعاء (27 أكتوبر/تشرين الأول)- فإن صادرات النفط الكلية للولايات المتحدة وصلت إلى 11.426 مليون برميل يوميًا في الأسبوع المنتهي يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، مقابل 9.468 مليونًا في الأسبوع السابق له.
ووفق البيانات التي تعود إلى أوائل عام 1991 واطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة، فإن صادرات الولايات المتحدة من النفط الخام والمنتجات النفطية معًا -على أساس أسبوعي- تقف عند أعلى مستوى في تاريخها.
ويرصد الرسم البياني التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- صادرات الولايات المتحدة النفطية، منذ أوائل عام 2005 وحتى الأسبوع قبل الأخير من شهر أكتوبر/تشرين الأول 2022:
قفزة صادرات الولايات المتحدة
جاء إجمالي صادرات الولايات المتحدة من النفط الخام والمشتقات النفطية في الأسبوع الثالث من هذا الشهر، أعلى بنحو مليوني برميل يوميًا عن مستويات الأسبوع السابق له.
ومع ذلك، تأتي هذه الزيادة في شحنات النفط والوقود المرسلة خارج حدود الولايات المتحدة، رغم الضغوط التي تتعرّض لها شركات النفط الأميركية من جانب واشنطن لخفض الصادرات ومراكمة المخزونات محليًا.
وتحاول إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن كبح زيادة أسعار البنزين، قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي المزمع عقدها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وتُجدر الإشارة إلى أن سعر البنزين في الولايات المتحدة يبلغ ما متوسطه 3.76 دولارًا لكل غالون، وفق البيانات التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
وكانت وزيرة الطاقة الأميركية جينيفر غرانهولم طالبت مصافي تكرير النفط الأميركية بزيادة مخزونات الوقود، لتجنب فرض قيود حكومية إضافية بشأن الصادرات أو فرض تدابير طوارئ أخرى.
وبعدما قرّر تحالف أوبك+ خفض إنتاج النفط بنحو مليوني برميل يوميًا، أعلنت إدارة بايدن أن جميع الخيارات ما تزال مطروحة على الطاولة لتأمين الإمدادات المحلية، بما في ذلك فرض قيود إضافية على الصادرات، وفق تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
وأصبحت الولايات المتحدة موردًا مهمًا لأسواق الطاقة العالمية، بعدما غيّرت ثورة النفط الصخري سوق النفط في البلاد، قبل ما يزيد على عقد من الزمن.
وجاءت الزيادات الأخيرة في صادرات النفط الأميركية، بالتزامن مع السحب من مخزون النفط الإستراتيجي، فضلًا عن زيادة إنتاج النفط الصخري، ونظرًا إلى أنها -في الغالب- تكون من نوع النفط الخفيف والمكثفات فإن المصافي الأميركية لا تكون بحاجة إليها.
صادرات النفط الخام
سجلت صادرات الولايات المتحدة من النفط الخام مستوى قياسيًا جديدًا عند 5.129 مليون برميل يوميًا في الأسبوع الثالث من شهر أكتوبر/تشرين الأول (2022)، مقابل 4.138 مليونًا في الأسبوع السابق له، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وكانت الذروة القياسية السابقة لصادرات النفط الخام في الأسبوع المنتهي يوم 12 أغسطس/آب (2022)، عند 5 ملايين برميل يوميًا، ولكن الصادرات تراجعت عن هذا الحاجز في الأسابيع التالية.
وكما تشير البيانات التاريخية التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة، فإن الاتجاه الصعودي في صادرات الولايات المتحدة من النفط الخام بدأ منذ أواخر عام 2015، عندما سمح الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما بتصدير النفط لاغيًا الحظر الذي كان مفروضًا منذ سبعينيات القرن الماضي.
وعلى أساس شهري، ارتفع إنتاج النفط الأميركي ليصل إلى 11.8 مليون برميل يوميًا في يوليو/تموز (2022)، بزيادة 12 ألف برميل يوميًا عن الشهر السابق له.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة على أساس شهري، منذ عام 2019 وحتى منتصف العام الجاري:
صادرات المشتقات النفطية
رغم أن صادرات الولايات المتحدة من المشتقات النفطية تراجعت عن أعلى مستوى على الإطلاق والمسجل في الأسبوع المنتهي يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، فإنها تظل أعلى حاجز 6 ملايين برميل يوميًا.
ويُقصد بالمشتقات النفطية أو المنتجات النفطية، النفط الخام بعد تكريره وتحويله إلى مشتقات أخرى مثل البنزين (الغازولين) والديزل (المازوت) ووقود التدفئة ووقود الطائرات وغيرها من المنتجات النفطية الأخرى.
وفي الأسبوع المنتهي يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، بلغ حجم صادرات الولايات المتحدة من المنتجات النفطية 6.297 مليون برميل يوميًا، مقابل 5.33 مليونًا في الأسبوع السابق له.
وبصورة تفصيلية أكثر، عاودت صادرات الولايات المتحدة من البنزين الصعود في الأسبوع قبل الأخير من الشهر الجاري، لتصل إلى 0.876 مليون برميل مقابل 781 مليونًا في الأسبوع السابق له.
كما ارتفعت صادرات الديزل ووقود الطائرات (الكيروسين) إلى 1.25 و0.159 مليون برميل يوميًا على التوالي في الأسبوع الماضي، مقابل 1.044 و0.147 مليونًا على الترتيب في الأسبوع السابق له.
وخلال النصف الأول من العام الجاري (2022)، قفزت صادرات المشتقات النفطية في أكبر دولة منتجة للخام عالميًا لنحو 6 ملايين برميل يوميًا، بزيادة 11% على أساس سنوي.
وجاءت هذه القفزة في صادرات أميركا من المشتقات النفطية، مدفوعة بزيادة صادرات المقطرات والبروبان، نقلًا عن بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
خلل الإمدادات
يتعطش الساحل الشرقي لإمدادات الوقود، وسط صعوبة نقل الوقود من مركز تكرير ساحل الخليج إلى مراكز المستهلكين على الساحل الشرقي، وفق تقرير لوكالة بلومبرغ.
وتقف مخزونات الوقود المحلية عند مستويات منخفضة، مع اقتراب فصل الشتاء، فضلًا عن انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي.
وبحسب تقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية الأسبوعي، فإن مخزونات النفط في الولايات المتحدة ارتفعت إلى 2.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول، مقابل توقعات تشير إلى انخفاض المخزونات بمقدار 0.8 مليون برميل.
وتقف مخزونات النفط التجارية -حاليًا- عند 439.9 مليون برميل، في حين تراجع احتياطي النفط الإستراتيجي في أميركا إلى 401.7 مليون برميل، وهو أقل مستوى منذ أواخر مايو/أيار 1984.