**يعاني الشعب السوداني في الداخل والخارج والجميع ممسك بهاتفه لعله يسمع خبرًا مفرحًا أو انقشاعًا لهذه الغمة التي جسمت علي صدور أهل السودان **
**طول أمد هذه الحرب يجب أن لا يفهم بعيدًا عن صياغ المؤمرات الدولية والاقليمية وأن هناك مطلوبات واهداف يرغب المجتمع الدولي في تحقيقها ولا يوجد طريق سوي معاناة السودانيين وافقارهم **
القراءة الصحيحة للموقف الامريكي من هذه الحرب يفهم من خلال المبادئ التي يسعون لتكريسها وكذلك النظريات السياسية التي يطبقونها علي سبيل المثال نظرية (منح الحرب فرصة)التي صاغها الكاتب الامريكي ادوارد لوتواك عام 1999م.وهذا الرجل لمن لا يعرفه هو مفكر استراتيجي خطير وهو امريكي من اصل يهودي ولد في رومانيا وتربي في ايطاليا وبريطانيا وخدم في الجيش الاسرائيلي ولاحقًا سافر الي امريكا وأصبح مستشارًا لعدد من المؤسسات الامريكية ذات البعد الامني والحساسية العالية .
**عمل المذكور في مكتب وزير الدفاع ومجلس الامن القومي ووزارة الخارجية وقد الف لوتواك عددًا من الكتب شكلت مرشد واصبحت ادلة إرشادية للعمليات العسكرية **
*من ضمن مؤلفاته كتاب الانقلاب العسكري والذي اصبح دليلًا للمخابرات الاميركية (السي اي اي)في تشكيل الانقلابات العسكرية في دول العالم الثالث المتخلفة في نظرهم وكذلك كتاب الجيش الاسرائلي فضلًا عن كتبه العامة في الفكر الاستراتيجي الكبري للإمبراطورية البيزنطية عام 2009م وكذلك كتاب الاستراتيجة منطق الحرب والسلام
**ما يهمنا ان الكاتب نشر مقال بعنوان (امنحوا الحرب فرصة)(Give War achance) دعا فيها امريكا عن الكف لوقف الحروب داخل دول العالم الثالث وشرح لوتواك نظريته الدموية في العلاقات الدولية وخلاصة مقاله في الاتي : (رغم ان الحرب شر مستطير فان فيها فضيلة عظيمة وهو انها يمكن ان تحل الصراعات السياسية وتقود الي السلام ويمكن ان يحدث هذا حين يصبح المتحاربون منهكين او حين ينتصر احدهم نصرًا ساحقًا وفي الحالتين يجب ان يستمر القتال حتي التوصل الى حل فالحرب تجلب السلام فقط حين يتجاوز العنف المتراكم ذروته **)
**بل ان لوتواك ناهض الامم المتحدة لانها لا تسمح للحروب بين الامم الصغيرة باستكمال مسارها الطبيعي **
**لذلك فان معاناة الشعب السوداني سوف تطول لان المنهجية الامريكية تتبني علي هذه الأفكار الانتقائية والتي جوهر غايتها استنزاف موارد الامم واضعافها **
**لذلك منذ بدء الحرب صرحت امريكا بان حرب السودان سوف تطول وظلت تعقد منبر جدة ثم تصرح بعدم وجود تقدم يذكر واصرت علي التفاوض غير المباشر ومعلوم ان نتائجه ضعيفة جدا **
**انهم لا يهمهم فظائع الحرب العبثية ولا حالات الاغتصاب ولا التشريد ولا النهب ولا يهمهم معاناة الشعب السوداني وافقاره ولكن يهمهم طول امد الحرب وغض الطرف عن ادانة الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان والتي لم يسبق لها مثيل **
***معاناة الشعب السوداني بدأت منذ تولي قحت مقاليد الحكم في البلاد **
**وقد صدق المفكر السياسي السوري عبدالرحمن الكواكبي والذي فرق بين الثورة المحكومة بقوانينها الذاتية والثورة التي يستغلها طامع اجنبي لتحقيق مآرب علي حساب الامة الثائرة **
فقال (اما ان تغتنم الفرصة دولة اخري فتستولي علي البلاد وتجدد الاسر علي العباد بقليل من التعب فتدخل الامة في دور اخر من الرق المنحوس وهذا نصيب اكثر الامم*)
**معاناة الشعب السوداني واذلاله في دول اللجؤ وانتشار الامراض والاوبئة وموت الاطفال ودمار السودان لن يحرك مشاعر الدول المتفرجة لانها تعمل وفق منهج امريكا والذي يستند الي نظرية لوتواك في علم العلاقات الدولية ولذلك من ينتظر امريكا لتجلب له السلام سوف يطول انتظاره لانهم يمنحون الحرب اطول فترة ممكنة دون الالتفات الي معاناة الشعب السوداني **