التحية والتقدير والإجلال والتبريكات لكم جميعاً وأنتم في خنادقكم ومُتحرِّكاتكم، بعيدين عن أبنائكم وأخواتكم وإخوانكم وأصدقائكم، تحتضنون بنادقكم ولسانكم يلهج بالتهليل والتكبير.
تُدافعون عن وطن عزيزٍ، تحذرون أن يُضام أو أن يصبح حطاماً.
وطن تكالب عليه جوارح الظلام، وذئاب الصحراء، وعقارب الخرابات، وطفيليات المقابر.
جاءوا من كل حدبٍ وصوبٍ، كلٌّ بأطماعه ولأغراضه وبأدواته وأساليبه مع اختلاف الغايات!!
جاءوا يدفعهم ظنٌ واهمٌ وغرورٌ جانحٌ بأنّهم سينالون في نزهةٍ حربيةٍ، وبسهولة ويُسرٍ، خيرات بلد (هامل) مهيض الجناح ليس له وجيعٌ أو حماةٌ لحماه.
فإذا أنتم كالجبال الراسيات صُمُوداً في وجوههم، تذودون عن وطنكم بكلِّ غالٍ ونفيسٍ، لا ترجون مُقابل ذلك مالاً أو سُلطاناً أو جاهاً دنيوياً ولا جزاءً ولا شكوراً.
وعلى الخاطر، لوحة من صبر ويقين مكتوب عليها:
الوحش يقتل ثائراً.. والأرض تنبت ألف ثائر!
! يا كبرياء الجرح! لو متنا لحاربت المقابر
فملاحم الدم في ترابكِ مالها فينا أواخر
حتى يعودَ القمحُ للفلاح يرقص في البيادر
ويُغرِّدَ العصفورُ حين يشاء في عرس الأزاهر
والشمس تشرق كل يوم.. في المواعيد البواكر.