وكالات : كواليس
كثيراً ما نسمع في هذه الأيام عن معدلات التضخم التي ارتفعت بشكل حاد في الولايات المتحدة وأوروبا إلى مستويات هي الأعلى منذ 40 عاماً.
ولكن السؤال هنا.. ماذا حصل قبل 40 عاماً؟ وكيف استطاع الفيدرالي الأميركي أن يروض التضخم وأن يسيطر على الوضع؟ وأيضاً، من هو الشخص الذي فعل ذلك؟
بول فولكر والذي أصبح معروفاً باسم “قاهر التضخم” هو الذي تولى قيادة الاحتياطي الفيدرالي وقتها، تسلم منصبه في عام 1979 عندما كانت تجتاح الولايات المتحدة موجة تضخم بدأت منذ 1972، ووصلت إلى قمتها في فترة نهاية السبعينات وأوائل الثمانينات.
وفي إطار حربه ضد التضخم، رفع فولكر معدلات الفائدة الرئيسية إلى أعلى مستويات في تاريخ الولايات المتحدة، لتقارب 22 بالمئة.
ومن الطبيعي أن يسبب ذلك فقدان الوظائف، ودخول الاقتصاد الأميركي حالة الركود بمنتصف عام 1981، وكانت هناك تظاهرات وقطع للطرقات واحتجاجات للمزارعين.
حتى أن الأمر قد وصل بالمحتجين إلى محاصرة مبنى الاحتياطي الفيدرالي.
فولكر كان يحارب، منذ أن تسلم مكتبه، معدلات فائدة عالية جداً ورثها من أسلافه، ووصلت إلى 14 بالمئة في عام 1980، ولكن المعالجة كانت مؤلمة، ففي شهر مارس من عام 1980، رفع معدلات الفائدة إلى 20 بالمئة، ثم خفضها في شهر يونيو، وأعاد رفعها إلى 20 بالمئة في ديسمبر، وأبقاها فوق معدلات 16 بالمئة حتى شهر مايو 1981.
هذه الفترة عرفت بما يسمى بـ “صدمة فولكر”.
ترويض التضخم مر بمراحل عدة منها ركود قوي، انهيار في أسواق المال، ومعدلات بطالة ارتفعت بقوة من 3.5 بالمئة في عام 1969 إلى 11 بالمئة في عام 1982.
عند نهاية ولايته في أغسطس 1987 كانت معدلات التضخم عند 3.4 بالمئة.
طبعا كل هذه القرارات لم تكن سهلة لبول فولكر، حتى أنه تلقى تهديدات بالقتل، وأصبح شخصاً غير مرغوب فيه لدى فئة كبيرة من المجتمع، لكن رغم ذلك، نجد أن رئيس الفيدرالي الحالي، جيروم باول، معجب كثيراً بشخص بول فولكر ويكن له الاحترام الكبير.
ووصفه خلال شهادته أمام الكونغرس بالبطل، وقال عنه إنه أعظم موظف عام اقتصادي في تلك الحقبة.