-نضَّر اللهُ وجه الأستاذ الشاعر الفنان عبدالوهاب هِلَّاوی الذی عَبَّر عن مشاعر أهل السودان كافَّةً عندما كتب قصيدته الموسومة {شقة شنو!!} والتی يقول فيها:-
-لو ما الظروف القاهرة!!
-شقة شنو الفی القاهرة!!!
تصبح سكن،وتكون بديلك ياوطن !!
-شقة شنو الفی القاهرة،لو ما الظروف العاثرة!!
-لو ماعذابك يازمن !!
-لو ما العلم بِقیٰ لی كفن !!
-ما كان بفوتك ياوطن !!
إلیٰ أن يقول :-
-لو جابوا لی جنة عدن !!
ما أظن أفوتك ياوطن !!
-فی مشهد يقطِّع نياط القلب،وفی حفل تخريج أقامته إحدیٰ مدارس مرحلةالأساس السودانية بالقاهرة،وقفت علی المسرح تلميذة يافعة إسمها إيثار كمال لم تبلغ الثامنة لتشارك بقصيدة هلاوی،،وما إن قالت شقة شنو الفی القاهرة لو ما الظروف القاهرة تصبح بديلك ياوطن حتی شهقت بالبكاء وشُرِقت بالدموع،وانتحبت بحرقة،ولم تكمل القصيدة!!
-وسأل كل واحد نفسه:- شقة شنو الفی القاهرة؟ هذا السٶال العلقم!!
شقة شنو الفی القاهرة؟؟؟ ومع السٶال كذا علامة إستفهام وكذا علامة تعجُّب !! وما أٌبرٸ نفسی !!
-شقة فی القاهرة لم تكن حتی عهد قريب مجرد إستثمار صغير،يدر علی مالكها بضعة جنيهات، ويتيح له قضاء إجازة سنوية أقصاها شهر واحد،غالباً مايكون للموسرين نسبياً هو شهر رمضان الكريم لا لشٸ إلَّا للترف فقط لا غير،فصيام شهر رمضان متعة لا تعدلها متعة،متعة الإحساس بالعبادة الخالصة لوجه الله،وليس النوم فی الغرف الباردة وإغتراف المشروبات المثلجة،والإستمتاع بأكل الفواكه الطازجة،فرمضان فی السودان هو مشاركة الفقراء شظف العيش،وبذل مواٸد الرحمٰن للغاشی والماشی،فرمضان ليس هو الآبری ولا الحلومر ولا العصيدة ولا ملاح التقلية ولا سلطة الروب ،بل هو الكسرة وماٸدة الشمس التی وصفها بروفسير جعفر ميرغنی فی مقال ماتع وأرجعها إلی آلاف السنين منذ عهد مروی القديمة!!
-شقة شنو الفی القاهرة، الله لا كَسَّب حميدتی خيراً،ولا كسب القحاطة ولا كسب تقزُّم خيراً لا فی الدنيا ولا فی الآخرة شقة شنو الفی القاهرة !!