في كل يوم تثبت قناة العربية سقوطها المهني والأخلاقي ، وفي كل لحظة تؤكد قناة العربية انها بوغ وجزء من إعلام مليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة، وبالتجربة أثبتت قناة العربية انها ترس اساسي في ماكينة المنظومة التي تدير الحرب على البلاد..
دون سند أو معلومات حقيقية شغلت العربية الدنيا والعاملين وتفرغت لخبر إنقلاب عسكري في السودان.. إنقلاب لا يوجد إلا في مخيلة مراسلها ومدير مكتبها الذي تبنى رواية ليس ليها سيقان..
تحدثت القناة عن محاولة إنقلاب عسكري في منطقة وادي سيدنا، ولم يدر المراسل الجاهل بان الإنقلاب العسكري لا يتم إلا بالسيطرة على 9 أسلحة رئيسية هي الإستخبارات العسكرية (تحييدها) عن كشف الإنقلاب وتعاونها مع الجهة المنفذة، وسلاح المدرعات لإغلاق الكباري والجسور وتأمين المواقع واحداث الرهبة بحركتها المعروفة، وسلاح الإشارة (لتأمين وقطع الاتصال)، والمنطقة العسكرية المركزية ومنطقة أمدرمان العسكرية ومنطقة بحري المركزية(التحرك والتدخل وتأمين المدن) وتنبع أهمية بأنها كانت تضم في السابق سلاح المظلات، ثم سلاح الطيران (لتحييده)، أضف لذلك القيادة العامة (مكان التنفيذ)، وسكن قادة الجيش الكبار (إعتقالهم) وقبل كل ذلك الإذاعة والتلفزيون (إذاعة البيان).. بالإضافة للأسلحة المساندة كقاعدة امدرمان الطبية (السلاح الطبي) والإستراتيجية وغيرها..
السؤال المهم الذي لم تتطرق إليه قناة العربية ومن ساروا على دربها في الترويج لخبر الإنقلاب، هل الطرق سالكة لهذه المواقع؟.. هل بإمكانية هذه المواقع الإرتباط ببعضها البعض في هذه الظروف المعقدة؟!..
هل الظرف نفسه مهيأ لانقلاب عسكري؟
هل يوجد في قادة الجيش من يوالي حميدتي الذي فشل الإنقلاب الذي خطط له بأكثر من 1200 سيارة ومدرعة و120 ألف جندي ومرتزق؟!
أين الإذاعة والتلفزيون؟ هل تمت السيطرة عليهم في الإنقلاب المزعوم؟! ومن ثم أين رأس الجيش وقادته الكبار هل هم بالخرطوم أم تم اعتقالهم ببورتسودان؟!..
هذه هي ابجديات أي إنقلاب عسكري التي يجب أن تعرفها قناة العربية وتعلمها لأفراد مكتبها ومراسليها الذين افتقدوا للمهنية واصبحوا أضحوكة أمام الزملاء، فقد ظهر أحد قادة الإنقلاب المزعوم و(المعتقل) مخاطباً جنوده في أمدرمان!!
من زاوية أخرى أتى خبر الإنقلاب الذي روج له إعلام المليشيا بنتائج عكسية عليهم وأثبت رفض الشعب لأي تغيير في هذه الظروف وان الشعب والجيش ملتف حول القيادة لحسم المليشيا الإرهابية المتمردة ولا صوت يعلو الآن فوق صوت المعركة وبعدها لكل حدث حديث!!..
ولكن الرسالة الأقوى للقيادة التي ظلت تتباطأ في الحسم العسكري هي من الجيش في ميدان المعركة بأن الأمر لم يعد يحتمل أي (رخرخة) أو (جرجرة)..
أثبتت شائعة الإنقلاب ضعف الإعلام العسكري وأكدت بأن العميد نبيل الذي فشل في إدارة معركة الكرامة إعلامياً وتوظيف الإلتفاف الإعلامي الكبير هو أقل قامة من موقع الناطق الرسمي الذي تعاقب عليه عمالقة من لدن محمد بشير سليمان والراحل الأغبش وحتى الصوارمي خالد سعد..
يحتاج الجيش لإعادة النظر في الإعلام العسكري فالحرب في ساحة الإعلام لا تقل أهميةً عن ميدان المعركة..