وجد حديث البرهان وشتيمته لقادة قحت بما يستحقون تجاوباً منقطع النظير، مع أن العبارات التي ذكرها البرهان لا تليق برئيس دوله لكنها تناسب قادة قحت من لدن حمدوك وحتى آخر وضيع منهم، فقادة قحت و(تقزم) الذين يجتمعون ويصفقون ل(الأرجوز) قائد المليشيا، فهؤلاء لو إغتصب الدعم السريع بناتهم وأمهاتهم واخواتهم لخلعوا مناطلينهم وسراويلهم في إنتظار المعلوم، ببساطة لأنهم بلا شرف ولا اخلاق..
أثبت قادة قحت وربيبتها (تقزم) عمالتهم وارتزاقهم ووضاعتهم بحلوسهم مع قائد المليشيا التي فعلت بالشعب السوداني الأفاعيل وتوقيعهم لإتفاق على جماجم وأشلاء الشعب السوداني الذي جعلته المليشيا مابين قتيل وجريح ومشرد، أثبتوا أنهم بلا وطنية ولا إنسانية ولا شرف لأنهم يريدون الوصول للسلطة بأي ثمن، حتى لو كان ذلك على حساب قتل الشعب واغتصاب حرائره، لذا فقد ركلهم الشعب ووضعهم في سلة مهملات التاريخ..
أثبت قادة وعضوية قحت انهم حثالة المجتمع بإعلان دعمهم للمليشيا وتحيتهم ل(الأشاوس) في إحتفالهم بالإستقلال في هولند، هذا المقطع وحده كافٍ لمحاكمتهم تحت طائلة الخيانة العظمى ا!!..
البرهان بضعفه وبطئه وتردده يتحمل كامل المسؤولية لما وصل إليه حال البلاد اليوم بدايةً من رعايتة لمليشيا الدعم السريع بعد الإنقلاب على الإنقاذ وتقريب قائدها على حساب أميز قادة القوات المسلحة الذين أقالهم ترضية للمتمرد، وحينما وقعت الحرب لم يجد من يسنده في التصدى للجنجويد سواهم.
يتحمل البرهان كامل المسؤولية لإستهتاره واستخفافه وعدم سماعه للآراء الناصحة حتى وصل جنود المليشيا لغرفة نومه، ولولا بسالة وشجاعة أفراد الحرس الرئاسي الذين قدموا أرواحهم رخيصة من أجل قائد الجيش لكان البرهان اليوم في في عداد الموتى…
صم البرهان أذنيه من الآراء التي تطالب بسرعة الحسم حتى تمددت المليشيا ووصلت لود مدني.. تجاهل البرهان الاراء الناصحة والمطالبة بالإنفتاح على علاقات خارجية تعيد للبلاد توازنها الذي فقدته منذ الثورة المصنوعة..
صحوة البرهان وخطابه الأخير بمعهد المشاة جبيت يجب أن تعقبه خطوات عملية أولها الإسراع في تكوين حكومة حرب، حكومة تستشعر المسؤولية وتسخر إمكانات وعلاقات الدولة لحسم المليشيا المرتزقة، حكومة يتم خلالها تعيين ولاة عسكريين لجميع ولايات السودان، وتكليف وزير خارجية يمتلك الإرادة والخبرة والمبادرة.
ليعلم البرهان أن لعالم لا يحترم إلا الأقوياء لذا عليه أن يرد الصاع للإمارات التي ظلت تدعم الحرب على السودان بزيارة لطهران وإعلان بداية لصفحة علاقات جديدة بلا سقف، وزيارة عاجلة لروسيا وتوقيع إتفاقية دفاع مشترك تمنح روسيا قاعدة عسكرية على البحر الأحمر.
أما على الصعيد الإفريقي فدعوة البرهان لزعماء المعارضة الإثيوبية من (التقراي) وجبهة فانوس الذين سيطروا على مدينة قندر والمعارضة التشادية التي وصلت مرحلة من الغضب على حكومة كاكا بالإضافة لدعم المعارضة الكينية هذه الخطوات وحدها كفيلة بجعل آبي احمد وكاكا ووليامةروتو يهرولون للخرطوم للإعتذار..
البرهان دون غيره يعلم أن المواطن السوداني صبر على الحرب لتسعة أشهر فقد خلالها كل مايملك وظل يدعم قواته المسلحة بلا من أو أذى، بل وانتظم بالملايين في معسكرات ونفرات الكرامة دفاعاً عن أرضه وعرضه، لذا فلن يقبل الشعب اي مماطلة أو مراوغة جديدة، ولن يقبل بأي تفاوض مع المليشيا، لا بتنفيذ إتفاق جدة أو غيره.. المواطن الآن يطلب الحسم فقط والقوات المسلحة قادرة على ذلك وظلت تسطر ملاحم بطولية طيلة فترة الحرب وتتقدم في كافة الجبهات.
على البرهان أن يدرك أن الفرص لن تتكرر وأن الشعب الذي خرج بالملايين في المقاومة الشعبية المسلحة يمكنه أن يتجاوز البرهان، وأن التململ وسط قادة وضباط الجيش قد وصل ذروته وليست رسالة النقيب ببعيدة عن الأذهان..
على البرهان أن يقرأ الواقع جيداً ويتعظ من تجاربه فما كل مرة تسلم الجرة!!