من حق البرهان أن يعفو عن محمد حمدان دقلو في محاولة اغتياله ولكن ليس من حقه أن يعفو عن دم ٣٥ من حراسه ماتوا في فجر ١٥ أبريل فدماء هؤلاء وموقفهم الوطني ليس ملكا للبرهان.
من حق البرهان أن يلغي قراره بحل الدعم السريع ويعيده كما كان من قبل ١٥ أبريل لطالما أن قرار الحل قد صدر منه فهذه سلطاته ، ولكن ليس من حقه أن يجعله مقبولاً عند الشعب السوداني فسلطة الشعب في نزع المشروعية أقوى من سلطة البرهان كقائد جيش ورئيس مجلس سيادة ..!!
من حق البرهان أن يعفو عن تدمير مؤسسات الدولة وإتلاف البنية التحتية وحرق المتاحف والدور العلمية ودار الوثائق وكلما يتعلق بشأن الدولة ، ولكن ليس من حقه العفو عن نهب البنوك والشركات الخاصة وممتلكات المواطنين.
من حق البرهان أن يعيد العلاقة وجلسات السمر بينه وبين حميدتي وعبدالرحيم دقلو ، ولكن ليس من حقه أن يضع هذه الابتسامة على شفاه الشعب السوداني..!!
من حق البرهان أن يعفو عن دماء أبطال القوات المسلحة الذين قدموا أرواحهم فداء للكرامة الإنسانية في هذا البلد، ولكن ليس من حقه العفو عن دماء المواطنين العزل الذين قتلوا في بيوتهم من غير حق فهؤلاء لزويهم الحق في المطالبة بالقصاص أو العفو.
من حق البرهان أن يستأنف توقيعه على الإتفاق الاطاري فهو صاحب القرار ولكن ليس من حقه أن يفرض هذه القوة المعزولة على الثوار إذا كان الناس ما زالوا يرون أن شرعية ثورة ديسمبر قائمة !!
صفوة القول
من حق البرهان أن يترك البلاد لمدة ثلاثين عاماً بلا حكومة ! فهذا شأنه ! ولكن ليس من حقه أن يعيد من رهن إرادة الأمة السودانية إلى الخارج ودفع أموال الشعب لأمريكا دونما سبب فهذا مرفوض من الشعب ومحكوم عليه بالفشل وغير مرحب به وإن أتى محمولا على دبابة البرهان وملفوفا بكدمول حميدتي .