ـ هذه المدينة .. وتلك .. وتلك .. وكلها .. تتنفس برئة مريضة ومتمردة .. رئتها هو ابن آدم .. غير الإنسان .. المتمرد .. الذي تفوح منه رائحة نتنة .. رائحة الخيانة والغدر والخساسة والعمالة .. التي تضرب كل أرجاء الأمكنة .. بعض المكاتب المغلقة .. الباعة القادة .. الذين يبيعون الخنادق والبنادق .. الذين يبيعون كل شيء حتى الوطن .. الذي يجب ألا يباع بأي ثمن .. الاكشاك الغريبة .. القريبة .. المريبة ..الباعة الجائلون .. الدرداقات .. الفريشة .. العمالة الرخيصة في الاسواق وفي البيوت وفي المؤسسات .. المومسات .. الحيارى .. العطالة .. السكارى .. المخروشين .. متسكعوا الطرقات المطاميس .. المجانين
ـ الخلايا النائمة في عسل هذه المدن .. في ظلال اشجارها .. في اوكارها .. تتآمر عليها .. تتجسس .. تتحسس .. تحصي عليها انفاسها .. تأكل ملحها ومُلاحها وتناصبها العداء .. ترفع عنها تقاريرها المريضة .. تُعين عليها أعداءها .. اللصوص .. القتلة .. المرتزقة .. مرددي السجون .. عديمي الرحمة .. الطابور الخامس
ـ الطابور الخامس .. الذي يطرب لإنسحاب الجيوش من المعارك .. لسقوط المدن .. لتدمير مقدرات البلاد .. لفصاحة المخذلين .. ووقاحتهم .. للمثبطين .. للنهب والسلب .. للإستيلاء حتى عربة الاسعاف الوحيدة التي تعمل في خدمة اطفال السكري .. لمنع نقلهم وترحيلهم الى مكان آمن .. لنهب البنوك والعبث بمحتوياتها من ملفات وأثاثات .. وحرقها .. لحرق دواوين الحكومة ومستشفياتها ومراكزها الصحية .. لمواجة رسل الإنسانية من الممرضين والاطباء بالقتل والسحل .. لإغتصاب الحرائر وخطف بنات الناس والإتجار بهن .. ولإخراج الناس من بيوتهم وإحتلالها بالقوة .. سرقتها ونهبها .. يطربون لكل هذا ويهللون ويكبرون بجهالة .. تجدهم يطربون لكل هذا ويدعمونه .. يمارسون الخيانة بكل قذارتها .. ويتمتعون بالحقوق والخدمات كما الصالحون .. ويقعدون عن الواجبات .. فقط الواجبات ما دون الجهاد .. الجهاد مرتبة .. لا ينالها إلا الانقياء
ـ التمرد وحياكة المؤآمرات والدسائس والغدر والخيانة .. ليست بالضرورة في حاجة لخريج جامعة او كلية .. او قاريء .. تحتاج فقط لإنسان غير إنسان .. متخلف جاهل ساذج .. عديم تربية إنسانية ووطنية .. لا يراعي لحرمة إنسان لا وطن.