تفسيري لخطاب البرهان الذي قدمه أمس أنه جاء لهدفين أساسيين، الهدف الأول هو أن البرهان يريد أن يعلن أنه ذاهب لمفاوضات جده وأراد بهذا الخطاب أن يبرر لهذه الخطوة علما بأن المفاوضات علقت من قبل الوساطة من تلقاء نفسها ولم تعلق بسبب طلب أي من طرفي التفاوض ولعل المقصد هو أن يتمكن الدعم السريع من تحقيق مزيدا من الانتصارات ؛ وحينما سقطت ولاية الجزيرة تحققت أهداف الوساطة ، لذلك لم تتأخر كثيرا بعد دخول الدعم السريع لود مدني وقد جاء خطاب البرهان اليوم يؤكد على ذلك ويدعم هذا التحليل ..!!
أما الهدف الثاني من خطاب البرهان فهو بقصد امتصاص ثورة الرأي العام ومحاولة تخفيف الصدمة التي أصابت داعمي الجيش بعد سقوط مدني، فقد أراد البرهان كسب مزيداً من الوقت للتخدير والمناورة السياسية ؛ إذ أنه لا يعقل أن يتمكن شخص واحد من سحب كل القوة الموجودة في ود مدني لأن القوة ايضا يجب أن تكون متابعة من قبل غرفة القيادة والسيطرة وهذه المتابعة يمكنها أن تحول دون انسحاب هذه القوة ، كما أنه لا يمكن الدفع بأن زخيرة هذه القوة قد انتهت ، ولا يمكن أيضا قبول أن القوة انسحبت نتيجة هجمات مزلزلة ، فقد شاهد الجميع العدد القليل جدا من قوات الدعم السريع وهي تدخل بكبري حنتوب وكأنها تدخل لبيت فرح دونما مقاومة ، وهي المعركة الوحيدة التي لم يعلن فيها الدعم السريع عن أسرى ولم يصور فيها حجم الدمار وآثار المعركة التي مكنته من دخول ثاني أكبر مدينة في السودان ..!!
صفوة القول
البرهان يريد التفاوض، ويريد من التفاوض إعادة الوضع إلى ما كان عليه الحال قبل ١٥ أبريل ، بل إعادة الحال لما قبل ٢٥ أكتوبر من العام ٢٠٢١، فهو لا يريد انتصارا يسحق به قوات الدعم السريع فليس هناك مؤشر يدل على نيته بإنهاء هذا التمرد فالخرطوم الآن بها أعداد قليلة من المتمردين، بينما يملك الجيش عشرات الآلاف من الجنود لكنهم موجودون داخل دورهم وظل غالبيتهم في حالة دفاع بما في ذلك سلاح المدرعات الذي يعتبر سلاحا للهجوم وليس للدفاع كما هو حاله الان، ولا شك أن الأيام المقبلة حبلى بالعديد من المفاجآت، نصر الله الجيش، والله المستعان.