مملكة تقلي الإسلامية التاريخ يعيد نفسه .

ليس ببعيد : أحمد كنونة

لا شك أن مملكة تقلي الإسلامية بولاية جنوب كردفان بقيادة المك آدم أم دبالو كانت علامة فارغة فى مسيرة المهدية وتاريخ الدولة السودانية . هذه المملكة التى فتحت أحضانها للإمام محمد أحمد المهدي ووفرت له الملجأ والملاذ الآمن بعيداً عن ملاحقة الإنجليز وشكلت حوله أكبر حاضنة إجتماعية وسياسية وإقتصادية وثقافية فى أراضيها، ومنها كانت البذرة الأولى لتكوين الفكرة الأساسية للتغيير وكنس المستعمر وبناء الدولة بقيم فاضلة ومثل سامية وإعداد الجيوش على غرار هذه القيم الأصيلة للشعب السوداني فكانت الإنطلاقة الحقيقية للدولة المهدية من أراضي المملكة بمنطقة ( قدير ) لكل أمراء المهدية الذين يحفظهم الجميع عن ظهر قلب . فهذه المملكة لم تقصر مع المهدية ومساعدتها على قيام دولتها من توفير الأرض والجيوش والزاد وإلتفاف إنسانها لبلورة الفكرة على الأرض ومواجهة العدو والغزو الإنجليزي ببسالة وشجاعة منقطعة النظير سطرها التاريخ . فمن هذه الأرض بدأت بشائر النصر تلوح فى الأفق من خلال الإنتصار فى معركة ( الجرادة ) التى تصدى فيها أبطال هذه المملكة بسلاحهم الأبيض متفوقين على السلاح الناري بسلاح الإيمان الذى لا يدانيه أي سلاح وعلى هذا الأساس بدأت الزحف على الأبيض فكان القضاء على هيكس باشا فى معركة شيكان الشهيرة ومنها صوب الخرطوم وتحريرها فى العام 1885 م . وقطع رأس الحاكم العام غردون باشا فكان بداية النهاية للغزو والإستعمار الإنجليزي بالرغم ماتبعه من حملات للدفتردار وغيره. هذه اللمحة السريعة مع مملكة تقلي الإسلامية ودورها فى المهدية وصناعة الدولة السودانية الحديثة ليس ببعيد على أمراء وعمد ومشايخ إمارة مملكة تقلي وشبابها من خلال التدشين الذى قامت به عمودية الكجكاجة بإمارة تقلي بقرية كرموقيه بمحلية العباسية تقلي لأربعة من معسكرات المستنفرين دعماً وإسناداً للقوات المسلحة وهي تخوض معركة الكرامة الوطنية تلبية لنداء القائد العام لقوات الشعب المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان فالوطن نادي وقد لبى شباب تقلي التقي الورع النداء وهذا ليس ببعيد على إنسان هذه المملكة والقيم التى صدرتها للسودان فقد سلك هذا الجيل طريق الأجداد لإستكمال المسيرة دفاعاً عن الأرض والعرض وتراب الوطن وقيم أهل السودان . معسكرات شباب تقلي للمستفيدين هي الأولى على مستوى الولاية والتى ستلتإم مع بقية المستنفرين من أهل السودان لإنهاء التمرد خاصة وأنهم يرتكزون على ماضي عريق وإرث تاريخي زاخر بالمجد والبطولات يمكنهم من قيادة المرحلة مستفيدين من الخبرة والتجربة القديمة للأجداد . والتدافع الكبير الذي لمسناه من شباب تقلي للإنضمام لمعسكرات المستنفرين يدعو قيادة الفرقة العاشرة مشاه بأبوجبيهة الإهتمام بتدريب هذا الشباب للحاق بمعركة الكرامة لخطورة المرحلة التي يمر بها الوطن وهؤلاء الشباب يتقدمهم أمراءهم بحنكة وحكمة وأكيد تقلي بقديمها قادرة على صناعة الجديد لوطن يسع الجميع والماعندو قديم ماعندو جديد والآن شباب تقلي يتقدم الصفوف فإلى الإمام لبسط الأمن والسلام فى ربوع السودان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *