ماهي الجهة أو القوة التي تُكَبِّل وتمنع أحدأقوي وأخطر وأذكي وأشرس أجهزة المخابرات في المنطقة من مباشرة مهامه المنصوص عليها قانوناً .. روحاً .. ونصاً؟
يشارك جهاز المخابرات العامة السوداني في الحرب الحالية بأشجع ضباطه وضباط صفه وجنوده .. منهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر .. ومع هذا فإن جهاز المخابرات الذي نعرفه لايقاتل بكل طاقته .. ولابكل أسلحته .. وبلا بكل رجاله !!
من المحزن أن تبقي طاقة وقدرات جهاز المخابرات العامة مُجمّدة .. ومحيّدة في ظل أخطر تحدي يواجه السودان طوال تاريخه ..تحدي يهدد الدولة السودانية بالتشظي والإنهيار والتفتت ..
ومن يقف وراء خطة تفتيت وتهديد وجود السودان هم العملاء والجواسيس وأجهزة مخابرات عالمية يعلم جهاز المخابرات السوداني أدق التفاصيل عن تحركاتهم .. ومع ذلك يقف هذا الجهاز مكتوف الأيدي لايستطيع الإجابة علي السؤال الثاني في فاتحة كلماتنا هذه !!
مايعلمه المختصون في الحروب والعمليات العسكرية أن حرب مليشيا التمرد السريع قد إنتهت عملياً .. هذه الحرب تتحول الآن وتتخلق كمهدد أمني ستكون آثاره كارثية علي بلادنا في المدي الطويل إن لم يتم التعامل معها كخطر استراتيجي لايتحمل الأخطاء الساذجة التي بسببها وجدت مليشيا التمرد مواطئ أقدامٍ لها وأعوان داخل عمق الخرطوم العاصمة ..
وحتي لاتتكرر تلك الأخطاء الساذجة .. نعم الساذجة لابد من ايقاظ جهاز المخابرات العامة من حالة التراخي التي يعيشها الآن واطلاق يد ضباطه وجنوده لمباشرة واجبهم الوطني والأمني وخاصة في الولايات غير المتأثرة بالحرب لكنها قطعاً لن تنجو منها إن استمرت لامبالاة الأجهزة الأمنية بطريقتها الحالية !!
أليس غريباً أن يقف جهاز المخابرات العامة السوداني متفرجاً بينما هنالك أكثر من 20 مليون أجنبي يسرحون ويمرحون بطول السودان وعرضه .. وبعضهم يشارك ضمن صفوف مليشيا التمرد وهنالك مئات الوثائق صوت وصورة تؤكد مانقول ..
الخطر الذي يتهدد السودان الآن ليس مليشيا تمرد حميدتي .. هذه صفحة انطوت .. الخطر الذي يهدد السودان الأرض والتاريخ هو الوجود الأجنبي ..
والخطر الذي يعيشه السودان اليوم أن ظهره مكشوف لأن جهاز المخابرات السوداني المؤتمن علي الأمن الداخلي والخارجي يعمل بأقل من20% من طاقته القيادية والإدارية والنفسية !!
يحتاج جهاز المخابرات السوداني كمؤسسة الإجابة علي السؤال الصعب .. نعم الإجابة علي السؤال الصعب ..أو انتظار كتاب التاريخ والذي سيسجل للأجيال القادمة أن هذا الجهاز الخطير ارتضي أن يعمل بربع طاقته .. وأن يحتفظ بخيرة ضباطه وجنوده داخل معسكرات انتظار تقتل فيهم همة العمل والمبادرة ..
ليس أقسي من أن تكون في قائمة عجز القادرين علي التمام وأنت في كامل وعيك وقدراتك ..
وهذا هو حال جهاز المخابرات العامة السوداني اليوم ..