قبل ما يقارب العام،و في إتصال هاتفي له بي ..حذيفة:أبونا شيخ يس .. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.أنا:عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .. حباااابك،إبني الراكز الحبيب حذيفة.حذيفة:أنا جنب محطة أب شلخة،البيت وين؟أنا: تقدم شارعين،سأنتظرك قدام الباب.وصلني إبني المجاهد الراكز حذيفة يحمل أكياساً كبيرة و ثقيلة،و يبشرني أن أبنائي في كتيبة البراء بن مالك،سيزورونني زيارة في الله ضمن برنامجهم الإجتماعي الراتب.يااااا الله .. طيب ليه التعب قدر دا؟!!!يا أبونا .. دي حاجة بسيطة،مساهمة في الضيافة.بالمناسبة .. الحاجة البسيطة دي سترتني مع ضيوفي الأخيار (و أنا المتقاعد عن الخدمة) و غطت إحتياج الأسرة لمتبقي الشهر من الشاي و القهوة و السكر و الدقيق و اللبن و الفاكهة،و موارد الكتيبة الفعلية و الحقيقية و الأساسية هي جهودهم و جيوبهم.ثم في الموعد المحدد … إحتشدت أمارة الكتيبة المتميزة ب أميرها الفارس الصبوح (المصباح) و المصابيح المضيئة وضيئة الوجوه المتوضئة من أعضائها أحتشدت في واحدة من أطيب وأندى و أروع الأمسيات التي شهدتها دارنا المتواضعة في الحي الطرفي جنوب الخرطوم ..واااضح جداً .. أن البرنامج هذا ينطلق وفق رؤية و منهجية،وترتيب دقيق وفق فقرات وزمن تحقق ب سلاسة رسالته السامية، إذ يشتمل على تعارف و عرض لطبيعة البرنامج و رسالته يعقبه حوار فكري و فقهي حول الجهاد ثم ذكريات ومواقف وطرآئف الإستنفارات والمتحركات والكمائن ثم إنشاد وكلمة للمحتفى به في داره وإعلان الزيارة القادمة و كانت لأسرة أخي النقابي الوطني الفذ عبد الباقي عبد الدآئم في ولاية الجزيرة على شرف تفوق كريمته في إمتحان الشهادة السودانية و إحرازها ترتيب السادس بين الطلاب في النتيجة العامة الأولى على ولاية الجزيرة، في ختام ب آي من الذكر الحكيم.
الدور المحوري لهذا البرنامج و غيره كان للفارس الأبنوسي الحييء وضيء الوجه بهيه ب طلته الوسيمة و إبتسامته الودودة المشرقة وصوته النديّ الشجيّ وخاصة عند التلاوة و الإنشاد و الحديث..حذيفة إسطنبول .. كان واسطة العقد ل كتيبة البراء ل كآفة دوآئرها العلمية و الفنية و برامجها الإجتماعية والتعبوية والدعم والإسناد والإشراف الإداري والتنسيق مع الأطراف ذات الصلة بالكتيبة حرباً و سلماً، ويشكل حذيفة الذراع الأيمن القوي ل أميرها المصباح،هذا .. فضلاً عن تواجده المستمر في المتحركات ك بندقجي مع إخوانه منسوبي الكتيبة في الوحدات والمتحركات..حذيفة .. كان مرافقاً لأخيه المصباح عند إصابته و تلقيه العلاج في المشفى،ثم .. عادا إلى المتحرك بعد شفاء المصباح، وتعرض حذيفة لإصابة في إحدى المتحركات و تم سحبه لتلقي العلاج، وقبل إكتمال العلاج و الراحة، عاد مرة أخرى إلى المتحرك فتعرض لإصابة بالغة الخطورة و حرجة نقل على أثرها إلى مستشفى مروي ووضع في العناية المكثفة وبذلت كآفة الجهود الطبية لإنقاذ حياته،إلا أن القدر كان أسرعاً،و تمت المعدودة التي نال فيها حسن الختام (شهادة) كانت أمنيته في حياته الدنيا إذ عمل لها ب إيمان ويقين وصدق وسعى لها سعيها، ولأنه صدق الله، فصدقه الله بهذا الإصطفاء وصعدت روحه الطاهرة إلى بارئها راضية مرضية وكأني به في رحلة الصعود يمد المشعل ل شهيد آخر على ينتظر في الموكب القاصد، ويوصينا وإخوته ألا ينفذ إلى الدين و الوطن والعروض باغ ولا عادي و لا عميل،و يمثل هذا الإصطفاء في هذا التوقيت و الظرف إشارات و بشارات النصر المؤزر والفتح المبين القريب،لأن حركة الإسلام في السودان قد بذلت و أنفقت خيرة بنيها و شبابها الأخيار ودفعت بهم لاشرف ميادين و ساحات النزال و الجهاد .. وفي مقابل ذلك نثق أن الله العلي القدير سيكتب لنا ثبات الأقدام والنصر،ط والعبور بالوطن الغالي إلى شاطيء الأمن والأمان والطمأنينة والإستقرار والتأهب لمعارك البناء والإعمار والنهضة ليأخذ الوطن موقعه المتقدم بين الأوطان.
إبني الغالي و أخي في الله حذيفة .. تقبلك الله شهيداً وربط على قلب والدتك المجاهدة الصابرة المحتسبة وإخوانك وألزم الجميع الصبر الجميل وعهداً نبذله لك هنا ونوثقه لله و التأريخ .. ورب الكعبة أن نبقى أوفياء لديننا وشعبنا ووطننا و سنواصل سيرك القاصد إستكمالاً نحو الغاية الكبرى نسترخص فيها الدم والروح لتكون كلمة الله هي العليا و الذين كفروا السفلى.
الشهداء أكرم منا جميعاً.