ونحن هنا نعني اهل الخرطوم والخرطوم محبوبة اهلها جميعا…
طال الزمن وطال البعاد وفرقتنا الايام من اعز ما نملك فرقتنا من ديارنا واحبابنا واهلنا واصدقاءنا فرقتنا الحرب اللعينة من كل ما الفناه وعهدناه وعشناه هناك .
تبا للحرب وتبا لصانعها والمساعد لها …مات الشباب الوطنيين وماتت حرائر الخرطوم اغتصابا ونهبت المنازل وكل ما في جوفها من حنين ومحبة ووفاء.
فرقت الحرب بين الناس كل الناس وزاقتهم المر والحنظل وصاروا ينادونهم بالنازحين وما امرها من كلمة حين يسمعونها ولم يألفونها من قبل …اطلقوها علي اهل العز والجاه واهل الجلد والراس وللاسف في وطنهم السودان ولاجئون في دول الغير.
ثمانية أشهر والكل يتساءل لمتين يلازمك ايتها الخرطوم مر الشجن ومر الحنين والالفة …لمتين يلازمك الدمار والتخريب والنهب والسلب والسرقة والقتل ….طال الانتظار والانكتب علي الجبين الليلة بان.
لم يتوقع اهل الخرطوم يوما انهم سيواجهون مصيرا قاسيا كالذي يعيشونه اليوم …الان اهل الخرطوم يعيشون حياة الزل والاهانة وصلت بهم انهم يلاقونها من أهلهم الذين تربطهم بهم صلة الرحم فضاقوا زرعا بالحياة معهم وضاقت بهم المنازل وامتلأت المحاكم شكاوي وقضايا بين الاهل بسبب النزوح من الحرب ولعنتها….الان يتململ الاهل في الولايات من اهل الخرطوم وتكشف المستور في علاقات الدم وظهرت المعادن علي حقيقتها والاصول والشهامة والكرم التي لم يكن يعلم انسان الخرطوم انها يمكن ان تنفد من اهلهم في الولايات فقد نفدت وتبددت قبال اوانه.
تبا لكل خائن خان وطنه وشرد اهله وأضاع حقهم وحقوقهم..تبا لمن شارك وأرشد وادل علي الخيانة والبيع الرخيص.
ستعود الخرطوم باذن الله افضل مما كانت عليه قبل الحرب صحة وعمرانا وتعليما وامنا واقتصادا فقط بعزيمة الرجال الوطنيون المخلصين اصحاب العقيدة ان الوطن اولا.
ليس سهلا ان تحتلها مليشا لا تعرف القانون ولا تعرف ان تفرق بين الحق والباطل ولا تفرق بين الهمجية والوطنية والديموقراطية وشتان ما بينهما..
ستعود الخرطوم طالما اصحابها يدركون ان الحق ابلج وانهم اصحابها وطالما لهم عزيمة وان من قال هذا حقي فقد غلب …ولكنها ابتلاءا من عند الله فقد كان انسان الخرطوم شريكا في الذي حدث ويحدث بتفريطه حين خرج متعجلا مزعورا خائفا ولا يدري ان الدفاع عن الحق شرف والموت في سبيل ذلك شهادة
التحية لقواتنا المسلحة وهي تقدم الغالي والنفيس لتعود الخرطوم وسيعود الحق لأهله وزويه ولو بعد حين.
لمتي الصمت والسكون والشعب جيوش والجيش شعب.
الي متي الاستكانة والتنازل الي متي السكوت علي اعادة الحق وانتزاعه.
لا نشك لحظة ان الجيش قادر علي استرداد الخرطوم لاهلها ولكن الي متي الانتظار وما امر الانتظار واقساه.
نريد الخرطوم ارضا وسنعمرها ولا نريد علي سطحها خائن واحد يعود… نريدها جرداء ولكن بلا عملاء وخونة …نريدها هكذا بعد ان يدكها الجيش نصرة وفوزا وسحقا للاعداء …سنعمرها وليس ذلك ببعيد ولا مستعصيا علي شعب عمر الخليخ ودويلات العمالة والخيانة والشر ولم يحفظوا له هذا الوفاء وهذا العطاء الذي يعيشون فيه مترفين هانئين مستقرين وجعلوا له بخيانتهم وغدرهم هذا العناء والشقاء الذي يعيشه اليوم دون ذنب جناه غير انه عمر وبني وشيد لهم وهدموا له وقتلوا وشردوا ولم يقدموا لهم الاحد وعديد من السبت قدموه لهم السودانيون الاوفياء الانقياء .
لن يطول الانتظار كثيرا فقد تعب الشعب وعاني وشقي ولا حكومة تستجيب لحل معاناته ولا تسعي للسؤال عنه وكأنها حكومة لم يأت بها هو وكلهم يسعون لحل مشاكلهم هم دون غيرهم وتركوا السانحة لتجار الازمة ليثروا فيهم دون ما يرضي الله ورسوله…
لابد من حل ولابد من تحرك ايجابي في اتجاه اعادة الوطن واسترداد الحقوق …انتم اكثر من سبعة مليون يا اهل الخرطوم بالهتاف فقط جيش واحد شعب واحد تستردون فلسطين والقدس وليس الخرطوم . سطر فوق العادة: الي متي بالله عليكم تنتظرون ؟ (ان قدر لنا نعود)