تعدّ الطاقة الشمسية في المغرب بمقدّمة مصادر الطاقة التي تعوّل عليها الرباط في تأمين احتياجاتها المستقبلية من الطلب على الكهرباء، وتصدير الفائض إلى أوروبا والدول المجاورة.
عمل المغرب على استثمار ما يقرب من 5.2 مليار دولار في مشروعات الكهرباء، ويستهدف توليد 80% من احتياجاته من الكهرباء، اعتمادًا على مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2050.
وتُنتج الرباط ما يقارب 4030 ميغاواط من الطاقة المتجددة، وفي المقدمة منها مشروعات الطاقة الشمسية في المغرب، من إجمالي قدرة توليد تصل إلى 11 ألف ميغاواط، فضلًا عن 4516 ميغاواط إضافية من الطاقة المتجددة في طور التنفيذ والتخطيط.
واجهة الطاقة المتجددة
قالت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة الدكتورة ليلى بنعلي، في تصريحات سابقة لها مع فوربس، إن بلادها تسعى أن تكون واجهة للطاقة المتجددة في أفريقيا.
وأعربت بنعلي عن مدى اعتزازها بالمشروعات الكبيرة المتعلقة بالطاقة الشمسية في المغرب، لتعزيز القدرات الإنتاجية من الكهرباء على المستوى الوطني، وكذلك المشروعات المحلية الصغيرة، بما فيها الألواح الشمسية الموجودة على أسطح المنازل.
وأكدت حرص الحكومة على توصيل الكهرباء بنسبة 100% إلى جميع أنحاء البلاد، بزيادة عن المعدل الحالي الذي يُقدَّر بـ99.4%.
في التقرير التالي، ترصد منصة الطاقة المتخصصة أهم مشروعات الطاقة الشمسية في المعرب، وخطّته لتصدير الكهرباء إلى الغرب.
مشروعات الطاقة الشمسية في المغرب
أشارت ليلى بنعلي إلى أن ألواح الطاقة الشمسية في المغرب، الموجودة فوق أسطح المنازل والمدارس والمساجد، توفر حلًا لتلبية الطلب المتنامي في البلاد على الكهرباء.
ويتزامن سعي المغرب في تلبية احتياجاته المحلية من الكهرباء اعتمادًا على الطاقة المتجددة، مع تصدير الكهرباء إلى إسبانيا والبرتغال والمملكة المتحدة.
ووصل إجمالي قدرة المغرب في الربط الكهربائي مع إسبانيا والبرتغال إلى 1400 ميغاواط، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ويستهدف المغرب، مستقبلًا، توسعة سوق تصدير الطاقة المتجددة إلى المملكة المتحدة عن مشروع إكس لينكس، الذي يشمل منشأة تولد الكهرباء، اعتمادًا على الطاقة الشمسية والرياح.
مشروع ورزازات
تدعم الرباط لتلبية متطلباتها من الكهرباء المحلية والأوروبية مجمع ورزازات ومحطات نور الأكبر لتوليد الطاقة الشمسية في المغرب وعلى مستوى العالم.
تبلغ مساحة مجمع ورزازات ومحطات نور 6 آلاف فدان، ويشتمل على 4 محطات طاقة شمسية، تستعمل كل منها تقنيات متجددة ومختلفة عن الأخرى.
ويُطلق عليها نور 1، 2، 3، 4 وتبلغ سعة المحطات 160 ميغاواط، و200 ميغاواط، و150 ميغاواط، و72 ميغاواط، على الترتيب.
محطات نور
تستعمل محطتا نور 1 و2 مرايا مكافئة لتوجيه الحرارة إلى أنبوب يعمل على نقل المياه، التي تُضَخ إلى محطة الكهرباء.
وتعتمد محطة نور 3 على الهليوستات، التي توجه الشمس إلى المجمع الموجود أعلى البرج، وفي المقابل، تعمل الطاقة الشمسية المركّزة على تسخين المياه، ما يتسبب في دوران التوربينات وإنتاج الكهرباء.
ويستعمل نور 4 الخلايا الكهروضوئية التقليدية، ويعتمد نور 1، 2 ،3 على الطاقة الشمسية المركّزة، ما يجعله مهيئًا لتخزين الكهرباء.
إنتاج الهيدروجين من الطاقة الشمسية في المغرب
قالت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي، إن الطاقة الشمسية المخزّنة في المحطات الأربع ستدخل في إنتاج الهيدروجين الأخضر، أو لأغراض تحلية المياه.
وتبلغ سعة تخزين نور 1 نحو 3ساعات، بينما وصلت سعة 2 و3 إلى 7 ساعات، وبدأ المغرب الاستفادة من أولى محطات مجمع ورزازات للطاقة الشمسية منذ 2016، وشُغِلَت المحطات الباقية تباعًا.
وتستهدف الرباط بحلول 2030 زيادة إسهام الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء، ما يسهم في تخفيض الانبعاثات وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
إنتاج الطاقة الشمسية
حددت الرباط المناطق الجنوبية والوسطى والشرقية في البلاد، لإقامة مشروعات الطاقة الشمسية عليها، بحسب المرسوم الصادر نهاية سبتمبر/أيلول من العام الجاري (2022).
ويستهدف المستثمرون من القطاع الخاص، المناطق الجنوبية من البلاد في مشروعات الطاقة الشمسية، لما تمتلكه من إمكانات كبيرة.
وبموجب المرسوم السابق، يُرفع الحظر الإداري، ويتيح للمشغّلين -إذا كانت التصاريح كاملة ومستوفاة لكل الشروط- الحصول على التصاريح من قبل الوزارة.
وبصدور هذا المرسوم، تكون قد اكتملت الترسانة التنظيمية لإنتاج الطاقة الشمسية متوسطة الجهد، بعد أن سبقه مرسوم آخر صدر في نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
الإنفوغرافيك التالي من إعداد منصة الطاقة، يكشف حجم إنتاج مشروعات الطاقة الشمسية في المغرب:
الطاقة النووية في المغرب
لم يقف طموح المغرب لزيادة قدراته الكهربائية على مصادر الطاقة المتجددة من الشمس والرياح فقط، بل يأمل في ضمّ الطاقة النووية إلى مزيج الكهرباء بحلول 2030، على الرغم من التحديات المثارة حولها.
ومن أجل تحقيق الهدف، وقّع المغرب مذكرة تفاهم مع روسيا تدعم طموحه في هذا المجال، إذ تنصّ على دعم الرباط من الناحية التقنية والعلمية.
وتستهدف المذكرة المبرمة بين الطرفين مساعدة المغرب في مجال الطاقة النووية، وإدارة النفايات النووية الناتجة.
ويجب الإشارة إلى أن المغرب لا يمتلك اتفاقية لامتلاك محطة طاقة نووية، ولكنه سيحصل على مفاعل تجريبي، كنظيره الموجود في مركز الدراسات النووية بالمعمورة.
وتتمثل أكبر العقبات التي تواجه المغرب في الحصول على محطة طاقة نووية، بالوقود اللازم لتشغيلها، وهو اليورانيوم الطبيعي، إذ تستهلك سنويًا ما يقرب من 200 طن، أي 20 طنًا من اليورانيوم المخصب.