عاد عبدالرحيم دقلو يوم الأحد المنصرم من أديس أبابا إلى دارفور عبر تشاد، عن طريق أم دخن، وقد تعهد لمستشار محمد بن زايد/محمد دحلان، وطه عثمان، باستلام نيالا ودعا أعيان وقيادات العرب للغداء عند العمدة كبيزو، وضغط على عرب الجنينة للمشاركة في هذا النصر المؤكد، ساق العُمد والشُيّاب والشباب للحرب حيث أخلى الجنينة وما حولها خاصة فرقان المحاميد والفلاتة في جنوب وغرب دارفور من الرجال، الذين دفع بهم للمعركة ووقف هو في آخر القوات يأمر ويوجه ويرتدي الواقي من الرصاص تحت ملابسه وكدموله، وحين اشتدت المعركة وتساقط القادة والعُمد والأعيان قتلى وجرحى (عرَّد) عبدالرحيم من وراء ظهر الرجال كعادته ليحتمي بعيداً وحين اتصل به مشرف العملية من الامارات ليوبخه على الهزيمة أسرع عبدالرحيم ليقول، ‘الكويس ناسنا طيبين ” الخسائر في المحاميد الفلاتة كتيرة خالص.
من هم ” ناس ” عبد الرحيم الطيبين الذين لم يموتوا ولم يجرحوا؟!!
إذاً لماذا استنفرت العرب باعتبارهم ” ناسك ” ليموتوا في نيالا!! إذا هم ليس ضمن ” ناسك الطيبين ” ؟
لماذا قتل العمده عبدالله عبدالرحمن عسيل أحد أهم اتباعكم من محاميد الجنينة والعمدة حمدان الدود من ماهرية الجنينة، واكثر من 300 من الفلاتة والمسيرية وغيرهم !! ا ديل مش ناسك !! ،
وتأثير مستوى الموت الكبير والمستمر في العرب خلال المعركة الطويلة لعبدالرحيم دقلو وشركائه وأسرته، أنه كسر ظهر القبائل العربية في كردفان ودارفور.
لقد جعل الجنينة مكشوفة أمام قوات المساليت القادمة خلال اسابيع! بعد أن قتل خيرة مقاتلي القبائل العربية في الجنينة في نيالا والخرطوم.
وحتى لو سقطت نيالا، اليوم أو غداً أو بعده! لم يعد عند العرب قوة كافية لصد الهجوم المتوقع عليهم من القبائل التي تضررت منهم خلال السنوات العشرة الماضية.
لقد فقدوا الشباب اللازمين لرحلة المصايف خلف قطعانهم، وهذه المرة ينتظرهم خصومهم من الدينكا، لاستعادة كل ما نهب منهم من أبقار طوال عقدين من جبروت البقارة!
لقد كان الماهرية وعيال دقلو نذير شؤم على هذه القبائل، حيث قطعت ذريتهم بقتل عشرات آلاف من شبابهم ورجالهم، وكانوا سبباً في بداية خسارة قطعانهم، خسرت هذه القبائل بسبب عبدالرحيم الجبان سندها التاريخي في معاركها وهو الجيش، الذي يحاربوه الآن.
الآن ستمضى هذه القبائل لأول مرة نحو أي مواجهة وهي مكشوفة الظهر بلا سند ولا حماية، وستفقد مراعيها وقطعانها ومكانتها خلال أعوام قليلة، أما عبدالرحيم وحميدتي وأهلهم الذين لم يشارك أبناءهم ولا إخوتهم الشباب في هذه المعارك، فسيهربون إلى الامارات وتركيا حيث ابناءهم وبناتهم يعيشون بأمان.
لقد بدأت رحلة عودة عرب غرب السودان إلى حيث كانوا في الثمانينيات، منبوذون ومطاردون!