أبرز ما اتسمت به الفترة الانتقامية التي أعقبت الانقلاب العسكري المشؤوم على الرئيس البشير أن كل الذين اعتلوا المشهد السياسي وجثموا على صدر الشعب السوداني دون وجه حق أو مسوغ قانوني ظلت مواقفهم متماهية مع ((الخارجي)) إن لم يكونوا بالفعل عملاء خونة مأجورين فاسدين بالأصالة أو الوكالة لم يشذ منهم أحد بل فيهم من كان يتباهى بعمالته وخيانته وتنسيقه وأخذ التوجيهات والتعليمات كما الرويبضة الهوان الذليل جعفر حسن حتى لقب ب((جعفر سفارات))...
ولن ينسى الشعب السوداني للعميل الوضيع الخسيس الخائن عمر قمر الدين وزير حكومة حمدوك تصريحه الحقير وهو يفتخر بأنه هو من قدم وطالب وصاغ مذكرة فرض عقوبات اقتصادية على السودان ..
ولذلك لم نستغرب ألبتة مواقف الخضوع والدناءة والابتذال من هوانات مفطورة نفوسهم على الخيانة الوطنية حيث تحول الوطن عندهم إلى سلعة رخيصة يتاجرون به استباحة لقيمه وتقاليد شعبه وتفكيكًا لجيشه وأمنه وشرطته حتى ولو وصل الأمر إلى تجريف وإحالة ألف وثلاثمائة من كبار ضباط الشرطة بجرة قلم دون أن يطرف له جفن…
ولذلك سر الشعب السوداني البارحة وانشرحت أساريره وواشنطن تعلن بوضوح أن:((الخرطوم حذرت من إنهاء وجود البعثة الأممية إذا شارك فولكر في جلسة لمجلس الأمن)) قرارات تتفق مع الضمير الوطني الذي يرفض أي مساس بعزته وكبريائه وهيبته وسيادته والتدخل في شؤونه الخاصة ذاك الذي يفسر الحشود الكبيرة الضخمة التي كانت تحاصر الشيطان الرجيم فولكر وتطالب المجلس السيادي باتخاذ قرار شجاع بطرده بعد أن استباح الخرطوم ومجالسها منصباً نفسه حاكماً عاماً عليه ووصياً علي شعبه يفعل ما يشاء متخذاً من هوانات قحط عبيداً له يفعل بهم ما يشاء ويأمرهم فينفذون تعليماته بسرعة من غير إبطاء أو تأخير…
يبدو أن البرهان فطن أخيراً لأهمية النزول والخضوع لإرادة الشعب السوداني والتعامل بأنفة مع العالم الذي لا يحترم إلا الأقوياء من الحكومات..ولذلك اتخذ هذا القرار الشجاع كأول قرار يرى العالم منه قوته وهيبته بعد أن ظل يرسم صورة للرجل الضعيف المتواطيء ..صورة أفقدته سياسياً ثقة شعبه واحترامه ووقاره ، وإن ظل يحتفظ بحيز وافر من القبول والتقدير عسكرياً بسبب الحرب ونجاحه الكبير في تدمير المليشيا المتمردة التي اعتدت على الشعب السوداني…
فإن سار الرجل في هذا الخط فسيكسب رضا وثقة الجماهير السودانية التي تنحاز للرئيس القوي وتكره الضعيف المتردد عديم الشخصية…
موقف يجب أن نشيد فيه بالخارجية السودانية في شخص مندوب السودان وهو يلقي كلمة جعلت كل الشعب السوداني يشعر بالفخر والاعتزاز..
أفضل ما حملته تلك الكلمة أنه أسمع العالم كله رفض الشعب استمرار الشراكة السياسية القديمة في أي معادلة سياسية مستقبلاً..
خطاب جاء قوياً في إشارته مانعاً في دلالته متسقاً مع الموقف الدولي الذي رفض بالإجماع من خلال كل مشاركات التي تمت في مداولات مجلس الأمن أول الأمس أي تدخل خارجي في السودان كما ألمح ديشاك مندوب أميريكا أن ذلك سيزيد من تفاقم الوضع الحالي المأزوم…
هنا يجب دائماً أن نشكر الصين وسويسرا و ألبانيا والجابون وموزمبيق وروسيا والإكوادور على إدانتهم الواضحة لمليشيا الجنجويد الأجنبية المتمردة بما ارتكبوا من جرائم الفظيعة في حق وطن عظيم كالسودان وقوات باسلة صامدة مثل قوات شعبه المسلحة التي تقاتل بصلابة وجسارة من أجل القضاء على تمرد يحتل منازل المواطنين ويتخذ من حاضنات حديثي الولادة خنادق له ضد نيران العدو قواتنا المسلحة…
جلسة مجلس الأمن أول الأمس جاءت في صالح الشعب دعماً له ومساندة رغم أنف الحمقى التافهين الخونة عرمان سعيد عرمان ويوسف عزت وخالد سلك والذين تنتظرهم معركة مصيرية مع الشعب السوداني طال الزمان أم قصر وسيكون الموت مصيرهم المحتوم بإذن الله المنتقم العزيز الجبار…
عمر كابو