للمرة الثانية وفي أقل من أسبوع رفض الجنرال الفريق مفضل المدير العام لجهاز المخابرات العامة أن يجلس مرتاحاً في مكتبه وقواته الخاصة جنباً إلى جنب مع قواتنا المسلحة والمجاهدين يدكون مواقع العدو ويحولون هواناته إلى أشلاء ممزقة…رفض هذا البطل الفارع الباذخ إلا أن يكون معهم متفقداً لأحوالهم مواسياً جرحاهم داعماً إياهم ومحفزاً لطاقاتهم رافعاً من معنوياتهم وهممهم العالية…نعم ذهب لهم لتلك الغايات والأهداف الحيوية النبيلة ولكن من جهة أخرى أراد أن يرسل رسالة تطمين وأمان للشعب السوداني بدنو نهاية معركة الكرامة والكبرياء والتي انتصرت فيها قواتنا المسلحة نصراً كبيراً ونالت مليشيا الجنجويد الأجنبية المتمردة هزيمة نكراء ولم يتبق الكثير ليخرج سعادة الفريق البرهان ليعلن للجميع أن بلادنا خالية من دنس وعفن التمرد…
وقد قالها بالفعل الجنرال الفريق الأول أمن مفضل وهو يخاطب قواته في الخطوط الأمامية بمدينة كرري باقتراب نهاية المعركة…ومن باب الإنصاف للرجل وهو ثاني اثنين تشهد ولاية جنوب كردفان بإنجازاتهما الحقيقة مولانا أحمد هارون وأحمد إبراهيم مفضل حيث تقف البنيات التحتية والخدمية شاهدة على تلك الإنجازات التي شادوها ليحولوها إلى إحدى أعظم ولايات السودان من ناحية البنى التحتية وبالرغم من ذلك لم يكن ميالاً إلى الظهور ولا كثرة التصريحات وهي صفة أيضاً اشتركا فيها فقد عملا في صمت وتركا أعمالهما تتحدث عنهما وتفصح عما فعلاه لينالا رضا مواطني الولاية..
.من كانت تلك خصاله: كثرة إنجازات بعيداً عن الأضواء فإن ظهوره فرضته إذن تلك التقديرات الأمنية وهي بعث رسالة للداخل والخارج بأن النصر بات وشيكاً وأن الخرطوم مقبلة على مرحلة جديدة هي عودة الأمان والاستقرار والطمأنينة إليها بعيداً عن نيران الحروب والدليل أن مدير المخابرات العامة يحوم في شوارعها بكل ثبات وثقة دون وجل أو خوف هذا إذا استصحبنا أن تقاليد المخابرات الصارمة تأبى عليه مثله مثل القائد العام للجيش وقيادة الأركان التحرك أثناء اندلاع المعارك لأن أي إصابة تحدث لهم لا قدر الله سيكون أثرها سلبياً يبعث الهلع في نفوس المواطنين ويبدد الثقة في القوات النظامية ويطرح التساؤل المشروع ((هو جيش أو أمن ما قادر يحمي قائده أو مديره كيف نضمن حمايتنا))؟!إذن ظهور الفريق الأول مفضل المدير العام لجهاز المخابرات العامة جعل الشعب يشعر بالطمأنينة خاصة بعد تصريحاته المحمولة على الانضباط والالتزام والصدق والمهنية بقرب نهاية المعركة وهو الذي عرف عنه كما أسلفنا قلة التصريحات…
نعم ما تم في اليومين الماضيين خلق حالة من الارتياح في الشارع السوداني وهو يتابع قوات العمل الخاص والعمليات تباغت العدو وتقتل وتأسر المئات ما جعل مجموعات كبيرة منهم تجنح للتسليم ووضع السلاح استجابة لنداء البرهان..بيد أن أكثر ما يدعو إلى التفاؤل أن الجيش بدأ أكثر حزماً من خلال استهدافه دون شفقة على أي مواقع تجمع العدو مثلما في مستشفى الأطباء والقصر الجمهوري وكلية النهضة الجامعية ومنزل السيد برطم ومنزل الفريق الأول ياسر العطا في رسالة قوية أن أي موقع يوجد فيه هوان واحد من هوانات الجنجويد سيضحي هدفاً مشروعاً لجحيم السوخوي والبريقدار والقوات الخاصة وجواسر العمليات…فاليومين الماضيين أوضحا بجلاء أن هولاء الجواسر لهم من القدرة والكفاءة وفنون القتال ما يجعل اصطياد الهوانات أسهل من ((إلقاء تحية)) …
مقام نجدد فيه شكرنا وتقديرنا وثقتنا في الجنرال مفضل وأركان حربه وسلمه وهو يبعث فينا طاقة أمل وثقة بنصر عزيز وفتح قريب بعد أن وصل إلى كرري وما أدراك ما كرري في يسر وسهولة وهي التي كان الوصول إليها في الأيام القليلة الماضية ضربًا من الخيال إن لم يكن هو الاستحالة بعينها…ذاك معناه أن تتهيأ الخرطوم لاستقبال ساكنيها الذين طردتهم مرتزقة حميدتي الأجانب دون مبرر ولا مسوغ سوى الحيف والجبروت والطغيان والاستبداد والصلف والاستعمار والوصاية الأجنبية..
هذه هي المرة الثانية للجنرال مفضل والثالثة بإذن الله سيخاطب جنوده يوم النصر الأكبر يرونه بعيداً ونراه قريباً ما دام على أجهزتنا من هم في مثل شموخ مفضل..