– المدهش أن الشاعر العبقري الفذ أبو الطيب المتنبئ كان قد ضاق سريعا بكافور وحاشيته في مصر وكان قد قصدها بعد أن أشعل المعارك خلف ظهره في حلب مع سيف الدولة وابن عمه أبي فراس الحمداني
– والمتنبئ وهو يقلب الرأي إلى أين يفر من مصر وكلما استعرض بلدةً تذكر أن له فيها خصومات وصراع ولكنه في النهاية استقر على الرحيل إلى الكوفة وليس ( توغو) !! … ومن هناك كانت تتناقص المحطات أمام الرجل حتى لقي حتفه في خاتمة المطاف !!
– وإن لم يكن مهما أن نقول أن المتنبئ دبّر لهروبه من مصر بعيرا (بجاويا) فحلا ودليلا من أصول نوبية خرج به بعيدا عن عيون كافور فمن المهم أن نقول أن مصر لم تضق بقحط قبيل سقوط الإنقاذ ولكن قحط اعتادت أن تتقلب في الجيوب فباعت مصر وضيافتها بدراهم الخليج كما كان صاحبنا يأمل في أموال كافور فغرد القحاطة ضد مصر واتهموها بالتدخل في الشأن السوداني وجرح خاطر دبي ثم بعد أن فشلوا في إنقلاب حميدتي وبعد أن ضيقت عليهم مصر جحور العواصم الأفريقية بمؤتمر دول جوار السودان هاهي العرجاء تعود إلى القاهرة على ذات ظهر البعير البجاوي الذى ( اتخارج ) به المتنبئ من مصر !! ولكنها ذات ملامح خاتمة مطاف الرجل !!
– وكما جلس المتنبئ مع نفسه كثيرا ذات ليلة عاد فيها من منادمة مع بعض سُكارى بغداد وشعر أنه خسر كثيرا وسيخسر أكثر وهو في هذا الطريق فطرح على نفسه الأسئلة الصعبة ، كيف ولماذا وإلى متى؟ فعلى قحط أن تجلس قُبيل خاتمة المطاف لتطرح ذات الأسئلة الصعبة والحامضة!! – وعلى رأس الأسئلة الصعبة …
هل مجرد ( الطمع والتطلع ) ( للإمارة ) يُبيح كل هذه الأخطاء ..
البحث عن حكم مدني ديمقراطي في ( جيوب ) الخليجيين؟ واستلاف بندقية حميدتي لحماية مشروع الدولة المدنية الديمقراطية؟ وهل خسارة العلاقات مع كل القوى السياسية السودانية يساوي ماحققتموه من خيبات؟ وهل مشروع الدولة المدنية الديمقراطية يُمكن أن يحققه تحالف يقوده ياسر عرمان والواثق البرير؟
فالأول مسرف في الفشل والثاني معجب باسراف فشل الأول وبينهما أقوام مثل صلاح مناع وغيرهم هم في حاجة إلى جلسات توازن نفسي وإعادة ضبط أخلاقي قبل أن تفكر في الإستماع إليهم حتى
– أنتم على حافة خاتمة المطاف مثل المتنبئ الذي لم يُحسن البقاء في مصر ولم يُحسن إختيار بديلها على أنكم لاتساوون نصف حرف هجاءٍ في فم المتنبئ بل ولاتساوون نعلين قديمين في رجليه!! – إيييه – إذا كان الغراب دليل قومٍ …….!!
– فما بالك إذا أصبحت الغربان تدل بعضها بعضا؟؟
– بالله من هذا الذي ظلم الغراب؟ فقحط هي دليل كل فشل وخلاصة كل تخبط!! – سجم