مهما طالت الحرب وتمددت فلابد بها نهايه وولوج البلاد لمرحلة مابعد الحرب من عمار الأرض وإصلاح مافي النفوس من غل والاعتبار مما حدث لقادم الايام فالحرب اما انتهت بهزيمة التمرد وتلك رغبة غالب أهل السودان وأما انتهت بتسوية سياسية وترتيبات عسكرية أفضت لتكوين جيش واحد قومي يعبر عن جماع أهل هذه البلاد وأما انتهت الحرب بهزيمة القوات المسلحة وبالتالي اندثار الدولة الحالية وتشظي البلاد إلى دويلات أو أصبحت تحت الوصاية الدولية وذلك هو الخيار الذي يسعى أبناء السودان المنخرطين في القتال إلى جانب القوات المسلحة دفع دمائهم ثمنا للحيلولة دون حدوثه.
والسودان مابعد الحرب الحالية لن يكون نسخة أخرى من سودان ماقبل الخامس عشر من أبريل من حيث التوجه والخيارات السياسية والقوى السياسية التي تأمرت على القوات المسلحة وخططت للانقلاب عليها وتحريض العالم الخارجي عليها. ومساندة قوات الدعم السريع لن تتصدر المشهد بالطبع ولن تصبح وحدها من يقرر في مصائر البلاد وهناك من يدعوا لدفنها مع التمرد الذي تبنته ومساعدته في تنفيذ كل العمليات الانتقامية التي قام بها ولكن هنا تجدني ممن يعيد الأمر للشعب السوداني ليقرر عبر صناديق الانتخابات وحدها في مصائر ومستقبل القوى السياسية وليس الحظر والانتقام والتشفي كما فعلت قحت مع خصومها بعد سقوط الإنقاذ.
مع ان القوى الاجتماعية العريضة التي تدعم الجيش الان وفي مقدمتها التيار الإسلامي الوطني لن تنتظر من أحدا منحها حق ممارسة السياسية وحق التقرير مع الآخرين في مستقبل السودان مهما كانت تضحياتها من أجل التحرير ومهما دفعت من رصيدها البشري وأرواح شبابها فإن واجبها الأخلاقي يقتضي أن تتعافى نفسيا من إرث الماضي مهما كانت مرارته
ولكن القوى السياسية التي جعلت من نفسها جناحا للتمرد عادت مرة أخرى لسلوكها القديم بالتحريض على الإسلاميين ومحاولة الوقيعة بينهم والآخرين وتسويق الأكاذيب وتخذيل الشباب من الانخراط في مشروع الدفاع عن الوجود باستخدام فزاعة الإسلاميين وتلك مساعي خائبة ومصيرها الفشل فالاسلاميين لم ينهضوا في دعم الجيش القومي من أجل مغنم أو استجداء للاعتراف بهم في مقبل الايام بقدرما حمل شباب التيار الإسلامي السلاح وقاتلوا مع القوات المسلحة باعتباره واجبا وفرض عين عليهم للدفاع عن وطنهم ومساندت الجيش القومي لا من أجل شراكة حكم والسلطة التي أبدى الإسلاميين عدم رغبتهم فيها خلال فترة الانتقال الماضية والقادمة ولكن مابعد نهاية الحرب لن يجلس التيار الإسلامي في البيوت وينتظر أن تمن عليه قحت أو غيرها في المشاركة في تقرير مصير البلاد من حوار حول الدستور وقانون الانتخابات.
اي انتصار للقوات المسلحة لاينسب لفصيل سياسي بعينه ولكنه جماع جهد أغلبية الشعب السوداني فالشباب الذي طرق أبواب مقرات الجيش لايمثل الإسلاميين وحدهم ولم ينخرط الشباب بدعوة من المؤتمر الوطني ولكنهم شباب يمثلون كل ألوان الطيف السياسي الوطني وغير السياسي وجميع قبائل السودان شرقها وغربها جنوبها وشمالها وكل الأحزاب لها وسط هؤلاء الشباب وجود إلا من أبي أو كان متحرفا ومتحيزا إلى صف الدعم السريع.
الحرب الشيوعي مثلا او من رفض الحرب ولم يدعم التمرد ولا بكلمة واحدة وهو الحزب الوحيد الذي حينما اقتحم الدعم السريع داره ونهب ممتلكاته أصدر بيانا سمي فيه الأشياء بأسمائها وأثبت الحزب الشيوعي شجاعة افتقر إليها حزب الامه وكيان الأنصار ولم يخفى الحزب الشيوعي دعمه لقوميه الجيش بل كان متقدما على المؤتمر الوطني في مطالبته بحل الدعم السريع وليس استيعابه في الجيش
نعم موقف قيادة التيار الإسلامي والمؤتمر الوطني منذ اندلاع الحرب الاصطفاف إلى الجيش الذي إذا هزم وانتصرت مليشيات الدعم السريع لبحثنا عن وطنا في القراطيس وخرائط الجغرافيا عن السودان الذي كان لذلك كان حتى تقدير سجناء كوبر من منسوبي المؤتمر الوطني دعم الجيش رغم انهم محبوسين في غيابت الجب بأمر البرهان وليس قحت وحدها ولكن رجالا مثل أحمد هارون وعلى عثمان وعوض الجاز تجاوزو ماحدث بالأمس ووضعوا يدهم فوق يد البرهان من أجل السودان والجيش.
والبرهان نفسه دخل هذه الحرب مرغما ومكرها ولكنه للامانه ثبت ثبات الرجال الشجعان وإذا كسب البرهان الحرب وخرج منها منتصرا فإنه بالطبع سيصبح شخصية قوميه يجمع حولها أغلب أهل السودان وينظر إليها مثل آباء الدول التي نالت استقلالها على أيديهم الأزهري في السودان واسياسي افوررقي في إريتريا ومحمد نجيب في مصر وكوامي نكروما في غانا وهواري ابومدين في الجزائر والبرهان رضي ام ابي ستقرر هذه الحرب مصيره السياسي.
انتصار القوات المسلحة لايعني أن المجموعات التي تعتبر الحاضنه الاجتماعية للدعم السريع شريكا في التخريب الذي حدث فقبيلة مثل الرزيقات وهي أكبر حاضنه للدعم السريع أغلب قادتها ورموزها ومثقفيها مع الجيش القومي ولكنهم وجدو أنفسهم في ذات الوضع الذي كان عليه الفور والزغاوة عند اندلاع التمرد الدارفوري عام ٢٠٠٣ مما يتطلب الحكمة والنأي عن تصفية الحسابات والانسياق وراء العواطف التي تغيب العقل.