كما الفراش الليلي الحائر قذف المتمردون اليائسون بأنفسهم في محرقة اليرموك وحاولوا وهم في حالة (حراق الروح) أن يثبتوا وجودهم بانتصارات مكانها شاشات الميديا فقط وهي فرقعات صابون كاذبة.. وما نورده هنا ليس من باب التطمين لكن الأفواج الهاربة والتسليم المستمر يكشف يومياً أن تحركات المليشيا ماهي الا فرفرة مذبوح.
فالتمرد أصبح هائما وتائها بلا مأوى ولا معسكر ولا هدى ولا كتاب منير.
ضاقت عليهم الارض بما رحبت فلا قيادة ولا حاضنة شعبية أو إجتماعية ولا هدف.
فأمسىت قطعان الغزاة تسير بسرعة الصاروخ نحو مصيرها المحتوم المشؤوم لاتصدق ما حاق بها من دمار وتشتيت، وهذا الذي حدث ما هو إلا نتيجة حتمية للعشوائية والتخبط وإنهيار الحالة النفسية والمعنوية.
صحيح هناك معاناة لدى المواطنين لكن إصرارهم علي دحر التمرد أكبر بكثير من حرصهم علي رفع المعاناة.
واللقطات الموجهة والاستطلاعات المصنوعة التي نشاهدها والتي تضخم الجانب الانساني ينسيها غرضها الخبيث أن كثيرا من السودانيين طالبوا بقصف منازلهم المحتلة من التمرد مسترخصين دمارها والتضحية بممتلكاتهم مقابل طرد المليشيا وسحقها وغروبها عن وجه السودان.