السلام عليكم ورحمة الله
قبل ايام وانت بين جنودك تلبس مثلهم وتتحرك بينهم بأمن دون واقي للرصاص ودون حراسات ، في تلك اللحظة كنت محل فخر جنودك ..جنود القوات المسلحة وفخرنا نحن السودانيين ..نحن شعب يحب الفراسة ومواقف الرجالة ، وفي ذاك اليوم اعطيتنا هذا الشعور .
السيد الفريق البرهان ، كُن في مقام الفارس والقائد ، وامامك فرصةً ذهبية كي تكسب ثقة هذا الشعب الفخور ، فخروجك للقتال بنفسك …ونجاحك والجيش ..جيش السودان بإذن الله في دحر هذه المليشيا القبلية الوحشية ، هو مفتاح استعادة ثقة هذا الشعب الذكي والشجاع .
اعلم يا معاليك انك في موقفٍ لا تحسد عليه ، وثق بي لايوجد ضابط عاقل او تيار سياسي عاقل سيفكر في ازاحتك ليتحمل عبء بلد تراجع اقتصاده في اربعة سنوات من الاقتصاد السادس افريقياً ، الى الاقتصاد السادس عشر ، ، لا احد سيتحمل عبء بلد خارج من حرب قاسية تكاد تكون قد دمرت العاصمة ومؤسسات الدولة المركزية ، فانتبه لهذه المعركة المصيرية ولا تنشغل بالكرسي فلا احد سيزاحمك عليه ولا يهدد وجودك فيه ، من كان يريد ذلك ويصر عليه وجعله هدفاً ، قد غادر المسرح ليكون مجرد قائد مليشيا مجرمة ، وسيظل هو ومن عاونه في جرائمه مطاردون من السودانيين بدعوات المظلومين التي ليس بينها وبين الله حجاب وبالدعوات القضائية فهو لم يترك سودانياً ان يستعده ضده ، الا الذين تعلمهم ، والذين اوردوه موارد الردى ، ومضوا الى مخابئهم آمنين بينما هو تسبب في قتل الالوف من شباب السودان والاقليم ، واصبح أشأم الناس على اهله فما اتاهم الا بالموت واليتم والترمل !
اسمعها مني وكن مطمئناً لا أحد سيشق صف هذا الجيش ، ولن يتآمر متآمر على قائده ، والا وجد الشعب ضده ، سيتصدى له السودانيين … دفاعاً عنك ..كما دافع عنك ابناؤهم يوم السبت الاسود وفدوك بارواحهم ، انت عندهم في تلك اللحظة لم تكن البرهان بل السودان ..دافعوا عن السودان ، عن شعبه وارضه ..
السيد الفريق انت وثقت في حميدتي وشقيقه ، وثقت في مليشيا متمردة بطبعها ، حشدت السلاح والرجال تحت بصرك وسمعك ، وكانوا يقولون نحن ” شاغلينو عننا بتخويفو من الكِيزان”، لا تسمح لهم بتخويفك مرة ثانية ، فلا احد يرغب في الاطاحة بك ليتحمل مسؤولية اخطائك السابقة بينما تذهب انت لترتاح في بيتك !!
السيد البرهان ..
ثق في شعبك ، ثق في اهل السودان ، فهم مدعاةٌ للثقة اكثر من الذين وثقت بهم فغدروا بك وارادوا اسرك وقتلك قتلةً مذلة ، رغم انك وقعت لهم على وثيقة منحتهم بها استقلالية كاملة لعشرة اعوام كاملة كما تقول مبعوثة الاتحاد الاوربي للقرن الافريقي وانها قبل اسبوعين فقط مما تسميه انقلاب جنرالاتك رأت توقيعك على الاتفاق !! ، وتقسم انك لن تكون جزءاً من المشهد القادم !! اسال السفراء والدبلوماسيين في اديس ابابا يخبرونك بقولها هذا ورأيها فيك وتهديداتها ، واعلم انهم لن يرضو عنك ولو لعقت احذيتهم ، وهم مساندون لخصمك يمنعهم من اعلان ذلك جرائمه ووحشية قواته وغضب الشعب والتفافه حول جيشه والا لطاردوك حتى اردوك ، انت عندهم لا تختلف عن البشير حتى ولو كنت لا تصلي كما قال حليفك المتمرد ! .. .
هل رأيت احدٌ منهم ادانه!! هل سمعت ادانتهم للقتل العشوائي للمدنيين ؟ هل سمعتهم ادانوا اغتصاب مئات مئات النساء والقاصرات ؟ هل سمعتهم ادانوا تدمير مؤسسات الدولة المدنية والتاريخية وصروحها العلمية وتحويل المستشفيات لثكنات عسكرية بعد طرد المرضى وقتل الاطباء والممرضين ؟ هل ادانوا انتهاكات الهدنة المتكررة ؟ هل ادانوا احتلال بيوت المدنيين وطردهم منها !! لا لم يفعلوا سوى مصر وتشاد وجنوب السودان ؟ في مثل هذه المواقف يعرف العاقل اين يضع رجليه ومن صليحه من عدوه !! ضع رجليك حيث يقف السودانيون ، وهم منتصرون بإذن الله.
ثق بهذ الشعب ، بهذا الجيش فهم ملاذك الحصين، اخرج لهم بقرارات قوية تعيد بها هيبة الدولة التي استباحها هولاء المغول منذ زمن ،
انشغل بمعركة الاعمار القادمة ، وابحث عن من يعينك من ابناء السودان المؤهلين والفضلاء من كل جهاته وبكل الوانهم وتبايناتهم الفكرية والعقدية ، انشغل بتخطيط المدن على اسس جديدة ، انشغل بتضميد جراح الناس بكرامة انشغل برجال الاعمال لتعود المصانع والشركات للعمل ، انشغل بتأمين عاصمة البلاد بفاعلية ، وبمحاسبة المجرمين واللصوص وقبلهم العملاء ..لا تسمح لهم بان يبتزوك او يخيفوك، فبعد ما حدث لن يهدد الحوت بالغرق !!
انشغل بهذا الجيش وبهذا الشعب وبهذه البلاد ، اخرج من دائرة التضليل والهواجس والخوف والحذر ، لتكون قائد ..وستجد الجميع خلفك ….الجميع رغم صوت المدافع ملئ بالامل .