وكالات : كواليس
تنصح منظمة الصحة العالمية البلدان بترشيد استخدام المضادات الحيوية، وأن يتم استهلاكها بشكل عقلاني منذ عقود.
تشرح الدكتورة حنان بلخي، خبيرة الأوبئة ومساعِدة مدير عام المنظمة لشؤون مقاومة المضادات الحيوية، الأسباب والمخاطر وكيفية الحفاظ على فاعلية المضادات الحيوية، في الحلقة #99 من اللقاءات المتلفزة “العلوم في خمس”، التي استضافتها فيسميتا جوبتا سميث.
لغز المضادات الحيوية
قالت الدكتورة بلخي إنه إذا عدنا إلى التاريخ قليلاً في عام 1928، تم اكتشاف البنسلين، وهو أول مضاد حيوي. ومن ثم فإنه يتم الحديث على مدى ثمانية عقود الآن عن أول مضاد حيوي. ويعد الجزء الأول من اللغز هو أن المضادات الحيوية تستخدم لقتل البكتيريا المسببة للأمراض للإنسان، ولكن تسعى البكتيريا وهي ذكية بما يكفي لتجد طرقًا للهروب من تأثير المضادات الحيوية لأنها تريد البقاء على قيد الحياة. أما الجزء الثاني من اللغز فهو أن المضادات الحيوية ضرورية لصحة الإنسان وكذلك لصحة الحيوان، لذا فإن الطب الحديث الذي يتمتع البشر بامتياز تجربته اليوم لا يمكن أن يستمر بدون مضادات حيوية فعالة.
بوصفة الطبيب فقط
وأعربت الدكتورة حنان بلخي عن اعتقادها بأن أول شيء يمكن أن يفعله الناس هو محاولة تناول المضادات الحيوية فقط عندما يصفها الطبيب، في حين أن الأمر الثاني هو إكمال دورة المضاد الحيوي بناءً على تعليمات الطبيب. وتعد النصيحة الثالثة هي التأكد من عدم مشاركة أي شخص المضاد الحيوي الخاص به مع العائلة أو الأصدقاء لأنه يحتاج حقًا إلى أن يتم إعطاؤه بناءً على الإرشادات، بناءً على العلامات والأعراض المحددة التي يعاني منها كل فرد، لاسيما أن بعض أنواع العدوى الفيروسية لا تتطلب مضادات حيوية.
اتباع الإرشادات بدقة
وأضافت الدكتورة بلخي أنه عندما لا يكمل المريض دورة المضادات الحيوية الخاصة به، مع العلم أن هناك بكتيريا تعيش على بشرة الإنسان وفي جهازه الهضمي. لذا فإن تعريض هذه البكتيريا لجرعات غير فعالة أو جرعات غير مكتملة من المضادات الحيوية لا يؤدي إلا إلى إثارة البكتيريا بطريقة ما، ويسمح لها بتطوير آليات لتصبح غير مستجيبة لهذه المضادات الحيوية. لذا فإن الخطر يكمن في أن عدم إكمال دورة المضاد الحيوي يؤدي إلى تطوير جراثيم خارقة.
تعبيرية
الدواء الخاطئ
وعندما يحين الوقت الذي يحتاج فيه الشخص حقًا إلى علاج للجراثيم والبكتيريا، فإنه لا يكون لديه المضادات الحيوية الفعالة للقيام بذلك. كما أنه عند إعطاء المضادات الحيوية ومشاركتها مع أشخاص آخرين، فإن الشخص يعرضهم في الواقع لخطر إعطائهم ربما الدواء الخاطئ وكذلك إعطاؤهم إرشادات غير دقيقة حول كيفية استخدام هذه المضادات الحيوية.
دور مهم للحكومات والمنظمات
وأفصحت الدكتورة حنان بلخي عن قناعتها بأنه من الواضح أن الأشخاص لا يستطيعون حل هذه المشكلة بمفردهم، معربة عن اعتقادها بأن هذه هي النقطة التي انطلقت منها جهود منظمة الصحة العالمية لإعطاء الأولوية والكثير من الاهتمام لمقاومة مضادات الميكروبات.
وأشارت إلى أن المنظمة الدولية تعمل جنبًا إلى جنب مع ثلاث منظمات أخرى مهمة والعديد من المنظمات الأخرى، من بينها منظمات صحة الحيوان والبيئة والصحة والزراعة، لمحاولة تحديد أفضل طرق النظافة التي يجب وضعها في مكانها الصحيح حتى لا يتعرض الإنسان والحيوان للعدوى أولاً وقبل كل شيء بحيث تقل الحاجة إلى استخدام المضادات الحيوية.
نظافة البيئات المختلفة
قالت الدكتورة بلخي إنها ليست مهمة سهلة، لكن يتم بذل قصارى الجهد للمضي قدمًا في ذلك، معربة عن أملها في أن يتم التعاون مع الحكومات، خاصة أنه تم وضع خطط عمل وطنية معينة بالتعاون من الدول الأعضاء حتى يمكن الحصول على الأجزاء والقطع الصحيحة، التي يجب القيام بها في نظام الرعاية الصحية والنظام الزراعي وفي البيئة، للتأكد من نظافة البيئات التي يتم فيها تناول الطعام والتي يعيش فيها الإنسان وحيث تُربى الحيوانات نظيفة بالفعل وبالتالي يتم تقليل الحاجة، إلى أقصى حد، لاستخدام المضادات الحيوية.
تجنب العدوى
أكدت الدكتورة بلخي أن النظافة عنصر مهم، مشيرة إلى أن التأكد من الحفاظ على الصحة العامة الجيدة قدر الإمكان هو عامل مهم أيضًا، وأن خير مثال على ذلك هو التأكد من أن الناس يأخذون التطعيمات التي يحتاجونها، وهو ما سيقلل بالتبعية من عبء العدوى التي تتطلب مضادات حيوية بشكل عام.