الإختلاف على الحقيقة لا يغير من كونها حقيقة. ولأن الحقيقة قديمة وموجودة وثابتة ومعروفة، فالذي ينكرها إما جاهل او سفيه او معتوه او مشبوه او صاحب غرض.*والحقيقة هي:*(1) أن قوى إعلان الحرية والتغيير المركزية *(قحت)* لم تعمل من أجل الحرية خلال السنوات الأربع الماضية ولا التغيير. كانت تعمل من أجل تكريس نظام قمعي يعمل على إسكات المخالفين بوصمهم او بترهيبهم او بالتشفي منهم. (2) هذه القوى لم تقدم برنامجاً واضحاً لإدارة البلاد خلال الفترة الإنتقالية. بل كان همها أن تبحث عن جهة تحتمي بها حتى تتمكن من إنشاء نظام سلطوي قهري يأخذ البلاد في إتجاه لا ينسجم مع طبيعة سكانها. (3) لمّا فشلت قوى الحرية والتغيير في إيجاد واجهة خارجية تحميها، بحثت عن واجهة داخلية، فرماها قدرها الساخر – وبتدخل من قوى إقليمية – في أحضان مليشيا الدعم السريع التي كانت تنتقدها وتعبر عن كراهيتها لها وتسب قائدها وتسفهه. (4) تقاربت المجموعتان بسبب إنتهازيتهما. فليس للمجموعتين برنامج عمل حقيقي او واقعي لإدارة شؤون البلاد. فالذي جمع بينهما هو كراهية أحدهما للحركة الإسلامية وخوف الآخر منها.(5) هذه الإنتهازية جعلتهما يسعيان للإنتساب لشعارات الديمقراطية والمدنية والتي هي منهم براء. فقائد الدعم السريع وجماعته ليس لهم علاقة بالديمقراطية والمدنية ولا يفهمون أبعادها ولا حتى معناها. أما جماعة الحرية والتغيير فثبت بما لا يدع حيز شك أنهم كانوا يتاجرون بها ويتآمرون.(6) الجماعتان متمردتان. هذا تصنيفهما لاتصنيف غيره.ولا يمكن لدعاة الحرب إسداء النصح او جلب السلام. والجماعتان ظلمتا جميع أهل السودان.بكل أطيافهم ومنظماتهم.ووقعتا فيهم بالقتل والحريق والتدمير والتشريد والتهجير القسري والتعطيش والتجويع. ولا يمكن لظالم أن يسعى بالعدل او ينطق بالحق او يأتي للصلاح. والواجب أن يتم إيقاف قادة هاتين المجموعتين جميعاً وإخضاعهم للمسآءلة وحكم القانون. (7) كما ويجب الاّ تغفل المسآءلة من تم تنصيبهم في مواقع المسؤولية واتخاذ القرار لأنهم لم يكونوا أصحاب مسؤولية ولا رجال قرار. فرئيس وزراء هذه المجموعة *المؤسس عبد الله حمدوك – الذي لم يكن هو بنفسه يعرف ماذا كان يؤسس – كان رجلا بائساً ومترهلاً وفاشلاً ومخادعاً وأنانياً تحركه مصلحته.* ثم انقلب هو بنفسه عليهم قبل أن يخرج مسلولاً مثل سكين صدئة من خاصرة الوطن. (8) هذا الرجل الذي يفتقد إلى المقدرة الطبيعية على القيادة وشحذ همة الشعب وشد عزيمته، أتى للمنصب بلا خطة ولا استعداد ولا هدف. مائع الحديث، متلكئ المشية، متردد، لا يقطع في أمر، ولا يحسن التدبير، وغير جدير، ولا يُورد الناس إلاّ إلى الهلاك، ولا يسير بهم إلاّ إلى الهاوية.(9) أما وزراؤه فلم يكن حالهم بأفضل منه. لا حس في إدارة الوزارة ولا خبر في تدبير الشأن العام. وبعضهم فقد النخوة وسماحة الطبع والمرجعية.(10) أما أتباعهم فيشبهونهم. لا لون لهم ولا طعم. أما رائحتهم فلن يستطيع أي سوداني في قلبه حب وطنه أن يقربها إلى أنفه. بعض النقاط الواردة في هذا المقال ورد ذكرها في مقال للكاتب عام 2021