عمار باشري.. أبابيل :الجيش .. إستراتيجية الحسم

🩸٣٠يوما أسود من الظُلمة وامرّ من الظُلم عاشها سكُان الخرطوم العاصمة والسودان جفّت فيها المآقي من دمع والجروح من دم والأرواح من حزنٍ وفجيعة ٍ وفِراق احباب واصحاب وخِلّانٍ واهل قُربي ..- ٣٠ يومًا إستباح فيها الزنديق (النمرود حميدتي) ومرتزقته الغازية الخرطوم .. نسائها حرائرها وشرفها الارواح والابدان والأموال الخاصة والعامة .. (فالرجل لا يعرف الشرف).. ولو عرِفه لما اصطّف معه في غزوته فاقدين الاخلاق والشرف ..- ٣٠ يوما استباح (النمرود) فيها كل شيء فعل كل مسكوت عنه من محرمات .. فعل ما لم يفعله الغازي المحتل الانجليزي (كتشنر) بعد معركة كرري وقد أمر جنوده باستباحة امدرمان (ثلاثة ايام) وهو موثق ومعلوم .. ولكن اللئيم استباحها شهرا كاملًا ولازال ..- لم تكتب الاسر عن المهانات والذُل ولم تجري الافلام عن الإنكسار خوفًا من الانتقام والبطش (والفضيحة).. ولكنه موثق في شقوق وجوف الوجدان وتصدّع الروح مما لا يسقط بالتقادم ولا العفو ولا المصالحة يظل محفورا محفوظًا في ذاكرة الاجيال ..- (النمرود حميدتي) اراد قهر سكان الخرطوم العزّل بسلاحه فاظهر ضعفه وجبنه وخوفه الذي يتواري خلفه وهو يختبئ بين جدران الغلابي من ضحاياه الاطفال والنساء الحوامل داخل المنازل والمستشفيات .. – (إنها ال١٠ دقائق) التي هدّدنا بها (الناظر مادبو) يطوي خلالها (النمرود حميدتي) وزبانيته المرتزقة الخرطوم .. ولم نطالع حتي الساعة قول من الناظر كما كان يصرّح عند كل خطب ولا إدانة ولا نُكران ولا ادني من ذلك مواساة للضحايا ..

🩸هل تصدّقون أن الجيش الباسل المقاتل لم يُعلن إنطلاق حربه الشاملة علي مرتزقة (النمرود حميدتي) بعد ؟! (نعم)..- أعلن الجيش عبر ناطقه الرسمي وقياداته في اكثر من مناسبة انه لم يستخدم حتي الان اكثر من ٥-١٠٪؜ فقط من قواته .. هُنا تنهض كثير سؤالات ويشتعل الرأس غضبا (طيب لييييي) ماذا يريد الجيش وكيف يفكّر وتعمل خطته ؟!- تُري أين الجيش .. والمرتزقة لاتزال تمارس الاغتصاب والنهب والسلب والبلطجة ؟!- اين الجيش .. والماجورين من تشاد والنيجر ومالي والكاميرون وافريقيا الوسطي يستبيحون الخرطوم ويطردون سكانها ويحتلونها ليحولوها لخرابة وركام حتي تخلو لهم ؟!- اين الجيش ..وشياطين النهب واعوانهم من مخانيث قحط وابناء (الخطيئة- افعالهم تدل عليهم) مرشدين للغازي علي منازل الضباط واسرهم واهليهم وغرمائهم الشرفاء والوطنيين بقصد التشفي والانتقام في لحظات الفوضي ..؟!- أين الجيش .. والمؤسسات تُنهب وتُدمّر والمصانع تُحرق والخدمات تتوقّف بالكامل والفوضي هي السلطان ؟؟

🩸أسئلة مشروعة ومنطقيّة ولكن الاجابة تحتاج لشروحات وصبر ويقين وثقة ..- قبل الشروع في الاجابة دعوني أسأل بعض الاسئلة التي تشكّل الاجابة البسيطة عليها مدخلًا للإجابة علي أسئلة أعلاه .. – هل شاهدتم بنايات تنهار وتُنتشل من تحت الركام الجثث والضحايا ؟! كلًا أبدآ.. (وإلا لهلّل المرجفين والمنافقين من قحط وذهبوا بها لكل قناة وماخور إعلام ظهير)..- هل شاهدتم اشتباكات وقتال في مواجهات مباشرة بين الغازين والجيش في الطرقات والازقة وداخل المنازل التي يحتلها الغازين؟! كلاّ ابدا ..- هل شاهدتم شهداء للقوات المسلحة بالطرقات (سوي شهداء القناصة الجبانة) او اي تدمير لمتحركات الجيش ؟! كلاّ ابدا ..-

🩸إن قواتكم المسلحة وجيشكم المنصور بإذن الله والذي لم تهزمه مرتزقه ولا ماجورين يعمل وفق خطة محكمة وبمهنيّة عالية هدفها الرئيس :- الحفاظ روح اي مواطن ان تُزهق .. وان كلّف ذلك فقدان بعض الاموال .. ورحيل بعض الاسر لمناطق آمنة بعيدة عن مواقع تواجد الغازين (لحين ).. – الجيش يشعر بمعاناة المواطن وضيقه ولكن الخطة تقتضي الاحكام والترتيب الدقيق والتقدير المحسوب لكل احتمال (لا تذهب ضحيته نفس بريئة ولا يخلّف فاجعة ولا دمار ).. – السلاح الفاعل (والمُستغل) حتي الان هو سلاح الطيران لشل حركة العدو وضرب عمقه ومراكز قوته وإستنزافه وقطع خطوط امداده وتقطيعه لجزر معزولة ..- كل ذلك لتقليل الخسائر في اضيق نطاق مهما كانت الكلفة وتاخرت ساعة النصر لان الهدف كما قلنا الحفاظ علي روح اي انسان سوداني وعدم الإنزلاق الي مراحل يصعب العودة منها وهو ما يرجوه الغازي المرتزق (النمرود حميدتي)..

🩸إن قواتكم المسلحة الباسلة المؤتمنة علي حماية الشعب وارواح المواطنين أعدّت الان كامل عدّتها من اسباب القوّة (جند وآلة/عقل وتجربة / ثبات وتوكل) ولا ينقصها الا الدعاء والصبر والثقة بنصر الله لعباده المتقين لا يثنيهم عزم ولا تُقعدهم همّة ولا يؤخرهم ذنب ولا معصيّة ..

🩸وبرغم بشاعة جرائم المرتزق حميدتي ولكن ذلك لهو الدافع الاكبر لرد الظلم وسحق وتدمير التمرد والي الأبد.. ولتطهير البلاد من آثامه ودمامل العمالة وقيح الجبروت والاستبداد خامر نفسه المعتلّة وكل مغرور طامح بغواية .. ومن تعجّل النصر فقد تعجّل اولي اسباب الهزيمة .. ومالنصر الا صبر ساعة ..(والله غالب علي امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون)..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *