أمس الأول كنا نتساءل بقلق بل بغضب مكبوت -أين المشاة وقد وصل المتمردون لبيوت الناس واتخاذوها سكنا وجعلوا من سكانها خدما لهم !المتمردون لم يكتفوا بقطع الطرقات بالإرتكازات وسلب الناس مافي جيوبهم والتحكم في الكباري واستباحة المحال العامة ونهبها ولكنهم وصلوا البيوت وأقاموا فيها وأصبح اهلها في خدمتهم !
هذا الحال في بعض مناطق العاصمة جعلنا نرفع السؤال الى من يهمه الأمر -أين المشاة ؟ ونحن نعلم أن الطيران وحده لن يحسم المعركة.
في الجيش يقولون البيان بالعمل وبمعنى ان إجابة أي سؤال يكون بالفعل لا بالقول وان كان كثير من الضباط والخبراء قد تواصل معنا لشرح تقديرات الجيش إلا ان الأخير ادخر الإجابة بيان بالعمل.
فجر اليوم حيث زحفت فرقة مشاة شندى ومدفعية عطبرة مع سلاح الذخيرة بالكدرو الى بحري بالطول والعرض وهي تكنس المتمردين في قتال مباشر واشتباك ارضي ومواجهة حية حتى خرج أهل بحري في مشهد مهيب وهم يهتفون للشعب الواحد وللجيش الواحد.
كنا ولا زلنا نستفهم بعض التقديرات الداخلية والخارجية للقيادة ولكن ما نثق فيه مطلقا ان جيشنا قادر -إن كان الموضوع حرابة فقط -على إنهاء مظاهر الفوضى في الخرطوم في ساعات فقط.
نعلم إن حدث تمرد في الرياض او واشنطن -لا قدر الله – فإن آخر ما يفكر فيه الأشقاء والأصدقاء هو التفاوض مع المتمردين ولو بطلب ومساعدة من الأشقاء والأصدقاء لذا فإن الوقت في الخرطوم الآن لحسم التمرد والعالم لا يحترم إلا القوي.
هى أشياء لا تشترى -فليقاتل جيشنا إذا هذه الحرب المفروضة علينا في بحري ويعبر الكوبري الى ما بعد بحري حتى يصل المشاة سوبا ومن شرق النيل حتى ودالبشير وكل ام درمان!رفعت الأقلام والبنادق معا وامتلأت الصحف.