هجوم الدعم السريع على الأبيض وعلى سلاح الإشارة، وعلى محطات الكهرباء، واقتحام عنابر المرضى بالتاتشرات، وضرب سستم الخدمات، وانزال الشباب من السيارات واقتيادهم معهم، كما يحدث في الباقير، نقلة خطيرة في مستوى الحرب، ولا تخلو أيضًا من إشارة واضحة، بأن المليشيا محاصرة في أهم مواقعها، وفي مأزق عسكري شديد، وتريد فتح جبهات جديدة لتشتيت خطط الجيش، وفك الخناق عن نفسها، سيما وأنها في كل يوم تتعرض لضربات تشل من قدراتها، وتشتت قواتها، وتحرق سياراتها، ولا تحصى خسائرها، حتى انتهى بها الحال قريبة من نيران القوات البرية، بعيدة عن هدفها الاستراتيجي- القبض على البرهان وكباشي والاستيلاء على السلطة- بضربة خاطفة، ارتدت عليها مثل كرة اللهب، والأهم من ذلك، أن ثمة عقل سياسي وأمني يقف وراء حميدتي وأخوه، بدأ ينشط ويدفع بثقله، لحماية مشروعه الذي استثمر فيه طويلاً، أو محو أثاره بالمرة، فالهزيمة يتيمة، كما تعلمون.