ان معركة الكرامة التي يقودها جيشنا الباسل حاليا لا نريد أن نفسدها بأي تحيز لولاءات غير الولاء للوطن العظيم ، لكني استغرب في أولئك الذين يزايدون علينا نحن أبناء الحركة الإسلامية الذين لا يستطيع أي أحد أن يثبت على حركتنا خيانة عظمى أو عمالة أو تقصيرا في حق الوطن ولا في حق جيشه العظيم ..
وقد كانت تقديرات الحركة دوما – في كل المواقف – تقدم مصلحة الوطن العليا وشعبه على أي مصلحة أخرى حتى ولو كانت خصما على مصلحة الحركة وعضويتها.
ان بعض أبواق العملاء والمرجفين الذين لا يعرفون معنى الولاء للوطن والوطنية ويزايدون علينا كاسلاميين يريدون الاصطياد في الماء العكر في هذه الظروف الخطيرة والحساسة محاولين محاولات يائسة لضرب الحركة وعضويتها ، وقد تعودنا على مثل هذه المحاولات الخبيثة التي لا تستحق حتى عناء الرد عليها.
لكن دعونا معا نقدم جرد حساب تاريخي لنجيب على سؤال مهم وهو ( ماذا قدم الإسلاميون للأمن القومي ؟ ) ..
للإجابة على هذا السؤال قد نحتاج الى صحائف عديدة ؛ لكننا سنختصر الإجابة في نقاط للتذكير فقط ، ومن أراد التفاصيل عليه أن مراجعة التاريخ والوثائق طوال فترة حكم الإنقاذ وما قبلها وما بعدها.
اولا : أن أبرز أسباب قرار الحركة الإسلامية باستلام السلطة في ١٩٨٩ كان هو هشاشة الوضع الأمني ، وتقدم متمردي جنوب السودان نحو الشمال وسقوط معظم المدن تحت سيطرتهم في ظل الوضع المزري الذي كانت تعانيه القوات المسلحة في كافة جوانبها وأبسط مقوماتها نتيجة إهمال حكومة الديمقراطية الثالثة وانشغالها بالصراعات السياسية.
ثانياً: انشأت حكومة الإنقاذ منظومة الصناعات الدفاعية لتكون إحدى أهم الجهات المعنية بتوفير كافة احتياجات الجيش من الإمداد والعتاد العسكري وصولا لمرحلة الإكتفاء الذاتي والتصدير للدول الأخرى وقد شهد العالم بالمستوى المتقدم لهذه الصناعات .
ثالثا : لحسم كثير من التفلتات الأمنية داخل المدن وتحسبا لأي تهديدات جدية يمكن أن تهدد الأمن القومي والداخلي تم إنشاء قوات هيئة العمليات التي تميزت بقدرات عالية في حرب المدن ومكافحة الإرهاب .
رابعا : تم تكوين قوات حرس الحدود ثم تطويرها لاحقا لتسمى قوات الدعم السريع لتلبي حاجة الأمن القومي لمجابهة التهديدات الناشئة عن حركات التمرد وتتوافق مع طبيعتها القتالية من حيث السرعة والتخفي وغيرها ، وقد حققت نتائج باهرة في هذا المجال حينها إلى أن انحرفت عن مسارها وتمددها في مساحات لا ينبغي أن تتمدد فيها وكان هذا أحد أكبر الأخطاء الاستراتيجية ، التي يقوم الجيش حاليا بتصحيحها .
خامسا : تم إنشاء قوات الدفاع الشعبي لتكون سندا شعبيا طوعيا يعمل إلى جانب قوات الشعب المسلحة وتحت امرتها ، وكان لعضوية الحركة الإسلامية قصب السبق في التطوع تحت لواء هذه القوات لدحر التمرد في الجنوب وقدموا في سبيل ذلك أكثر من ثلاثين ألف شهيد على مستوى قياداتها العليا والدنيا.
سادساً : تم إنشاء قوات الشرطة الشعبية ؛ لتلبي حاجة البلاد في حفظ الأمن الداخلي إلى جانب قوات الشرطة فكانت سندا حقيقيا ساهم في انحسار الجريمة ومكافحتها ونشر الطمأنينة العامة والاستقرار على مستوى كافة الاحياء ، ويذكر الجميع نقاط بسط الأمن الشامل التي انتشرت على مستوى كل حي من أحياء البلاد لا سيما العاصمة القومية.
سابعا : كانت مؤسسة الخدمة الوطنية من المبادرات الاسنادية المهمة التي عززت من دور القوات المسلحة في مختلف جوانب الدولة ، وهدفت ايضا لتشكيل جيش احتياط للقوات المسلحة عند الضرورة ، بالإضافة إلى اسهامها في رفع الحس والولاء الوطني لدى شباب السودان.
كانت لمعظم هذه المبادرات دور مهم حتى في الجوانب التي ليست لها علاقة بالقتال والحرب ، فقد أسهمت في درء الكوارث والطوارئ والأزمات في مختلف مناطق السودان.
اخيرا ..
اذا قارنا هذا الدور العظيم الذي تميزت به فترة حكم الإنقاذ والذي لا يقبل المزايدة ؛ نجد أن جزء كبير من قوى المعارضة بشقيها السياسي والعسكري كانت تمارس مختلف صنوف الخيانة والعمالة فلن ينسى الشعب خط انابيب البترول الذي تم تفجيره مرات في شرق السودان ، ولا قوات المعارضة الحزبية ( التجمع الوطني الديموقراطي) التي كانت تقاتل الجيش السوداني متحالفة مع متمردي جنوب السودان انطلاقا من ارتريا وإثيوبيا ، وبعض العواصم ، ولن ينسى القتال الذي مارسته بعض الحركات في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وتحالفهم تحت راية واحدة ..
نقول كل ذلك بكل تواضع بلا من ولا أذى فالسودان وشعبه يستحق منا المزيد ، وحركتنا قامت من صلب هذا الشعب ولأجل عزته وكرامته ونهضته ..
ولن تزعجنا سافوتة الانتقاص من مسيرتنا القاصدة إلى الله فطريقنا محفوف بالشوك والمكاره وصابرون في سبيل بلوغ المقاصد لا تفت من عضدنا كيد الاعادي ولا تربص الماكرين .. وحسبنا الله ونعم الوكيل ..
نواصل..
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid02d2L5HhW5hsagvpAatMcZBDhmC4oZReGe8g2MUX9idLLjnNPj4BpoACgxhZL1BoYZl&id=100053123241375&mibextid=Nif5oz