يوم إختيار د. عمر القراي مديراً للمناهج، قال : (المناهج كالدستور، لا يضعها شخص، ويجب أن تحظى بقبول عامة الشعب)، فأعجبني الوصف، وأشدت به في زاويتين متتاليتين، واتفقت معه بأن المناهج بحاجة إلى مراجعات بواسطة العلماء و الخبراء، و ليس الأحزاب، ثم حسبت القراي من المؤهلين لفعل ذلك.. ولكن بعد رصد أداء القراي، ناشدت رئيس الوزراء حمدوك بأن يكون مدير المناهج غير متحزب، و غير متعصب، و غير متطرف، وغير مُهرّج، و غير القراي..!!:: و الحمد لله، أقاله حمدوك، و لكن بعد أن عاث في المناهج خراباً، و بعد أن كبّد البلاد خسائر فادحة في طباعة كتب لم تعد تصلح غير أن تكون قراطيساً للفول و التسالي..وعلى سبيل المثال قرأت بالأمس – في الصيحة – مقالاً محزناً، بقلم خبير اللغة العربية د. نعيم أحمد نعيم، بحيث راجع كتاب اللغة العربية للصف السادس، ووجد فيه أكثر من مئتي خطأ.. تأملوا، ما يزيد عن (200 خطأ)، حصاد مراجعة كتاب اللغة العربية، و كأن مؤلفه (عجمي )..!!:: إليكم نماذج لبعض الأخطاء، حسب رصد الخبير نعيم.. بالكتاب وردت عبارة (فقام من نومه مزعور)، والصحيح (مذعوراً)، ثم بالذال وليس بالزاي.. وكذلك وردت عبارة (وكل ما زاد عدد السكان)، والصحيح (كلما)، وهذه من الأبجديات التي يتعلمها التلميذ في المتوسطة، ولكن من وضع منهج القراي لم يدرس المتوسطة أو درسها و( نساها).. وكذلك وردت في الكتاب (كان الكلب حيوان مشهور)، و الصحيح (حيواناً مشهوراً)، لأنه خبر كان .. و..و…!!:: لن تسع الزاوية أخطاء الكتاب المراد تدريسه لتلاميذ الشهادة الابتدائية..و لعلكم تذكرون حديث القراي عند طباعة المناهج : (طلبنا من سفارات ألمانيا واليابان وإندونيسيا وكوريا منحنا ورقاً لطباعة الكتاب المدرسي، ولم نجد استجابةً، وقامت إحدى السفارات بمنحنا 30 ألف دولار، وقُمنا بإعادتها لها).. لقد تسوُّلوا السفراء.. وبعد التسول، أهدروا الأموال في كتب لا تصلح إلا ( يولعوا بيها الفحم)..!!:: وليس هذا الكتاب فقط، بل رياضيات الصف السادس أيضاً، اكتشفوا فيه الأخطاء بعد طباعة ما لا يقل عن (50.000 نسخة)، فأوقفوا الطباعة، ثم أخضعوا الكتاب للمراجعة..وكذلك كتاب التاريخ، اطلع عليه وزير التعليم بعد طباعته، ليكتشف ضَعفاً كبيراً في مادة وحدة النهضة الأوروبية، ثم أصدر قراراً بتشكيل لجنة للمراجعة بعد طباعة (800.000 كتاب)، بتكلفة قيمتها (56.000.000 جنيه)..!!:: وكذلك راجع مجمع الفقه الإسلامي كتاب التربية الإسلامية للصف الأول، وتفاجأ بعبارة (الجنة تحت أقدام الأمهات)، على أنها حديث نبوي شريف، وكذلك عبارة (النظافة من الإيمان).. و.. و.. فالكثير من الأقوال المأثورة و(الماسورة)، وضعتها لجان القراي في المناهج على أنها أحاديث نبوية و(كمان صحيحة).. !!:: وعليه، بعد اكتمال التسوية الشاملة و تشكيل حكومة الكفاءات المستقلة، يجب مراجعة مناهج المراحل الثلاث بواسطة الخبراء والعلماء سريعاً، أي قبل أن يتفاجأ صغارنا بعبارة (العفش داخل البص على مسؤولية صاحبه) باعتباره حديث نبوي شريف في مناهج النشطاء..!!