منذ فجر يوم السبت 15 أبريل الماضي، لم تكن أسر حي المطار المتاخم للقيادة العامة للجيش السوداني ومطار الخرطوم الدولي تدري بأنها ستكون رهينة في أيدي المتمرد الغادر محمد حمدان دقلو.
كانت الأسر تستعد لعيد الفطر المبارك، منشغلة كعادة كل الشعب السوداني في التجهيز ووضع التجهيزات اللازمة بعد أن أوشك شهر رمضان المبارك على الرحيل.
يقول مصدر عسكري رفيع من غرفة عمليات الجيش السوداني بأن عبدالرحيم دقلو نشر قبل شهور معدودة كتيبة داخل حي المطار، مما جعل الاستخبارات العسكرية ترفع من درجة قلقها وحذرها للقيادة العامة التي استوضحت القائد الثاني للتمرد فرد :” والله العظيم دي لحراسة القائد”.
لكن الاستخبارات العسكرية كان لديها رأي آخر، تقارير مصادر المعلومات وأجهزة إلكترونية وضعت بعناية فائقة أكدت بأنه يريد الغدر.
ذكاء عبدالرحيم كان هو مفتاح العملية، فقد كان في قمة الغباء، لا يجيد التمويه ولا يعرف الساتر ولم يتعلم في مدرسة الاستخبارات العسكرية ولم يتلق دوراتها المتخصصة لا تحريا ولا استجوابا ولا عملا خاصا.
اوكلت المهمة لاحد ضباط الاستخبارات – دون ذكر اسمه حاليا – ضمن خطة إجهاض أكبر تمرد وانقلاب وغدر وخيانة يشهده العالم في تاريخه العسكري الحديث، وتلك قصة أخرى ستكتب للأجيال القادمة.
ظن عبدالرحيم دقلو ومحمد بأن الجيش قد ابتلع الطعم، بينما كان الطعم هو السنارة للصيد الثمين.
تواصل ضابط الاستخبارات مع مصدره القائد الميداني في الدائرة الخاصة، في عملية محفوفة بالمخاطر والسرية العالية و3 فقط يعلمون.
عند ساعة الصفر، اجهض أبطال الحرس الرئاسي احلام قادة التمرد بأن يلقوا القبض على قادة الجيش السوداني داخل القيادة العامة، لضرب المؤسسة العريقة، استشهد خيرة الأبطال لا يعرفهم أحد.
وعند امتصاص الصدمة، تحول ضابط الاستخبارات مع أبطال القوات الخاصة إلى خلية أزمة مغلقة مع القائد العام وغرفة العمليات.
خلال 12 يوما حفروا داخل حي المطار نفقا وسط دائرة الغدر، تسللوا للحي بايمان وثبات، لتخرج المجموعة الأولى ثم الثانية والثالثة وعيونهم على الصيد الثمين المحاط بالمكر والخيانة.
وعند ساعة الصفر في ليلة الخميس دخل الابطال إلى منزل قائد التمرد ليرفعوا لغرفة العمليات انتهاء العملية والتحفظ على كثير من الأسرار إلى حين نجاح العمليات القادمة،
وخلال ساعات ستكون مفاجأة عن الإنجاز الثانى للنفق الذى تم سحب دبيب عبره إلى مكان آمن.