دائما تميل الطبيعة البشرية لاستعجال النصر [ وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب ] يزداد التوتر حينما يتأخر النصر ، حتى الأنبياء والصحابة [ حتى يقول الرسول والذين معه متى نصر الله ؟]
ويأتي التطمين من الله تعالى :[ ألا إن نصر الله قريب ]
إذن طبع البشر جميعهم استعجال النصر ، وهذا هو تفسير حالنا الآن .
متى سيحسم الجيش المعركة ؟ متى نحتفل ؟
متى ينتهي هذا الكابوس ؟
عند العسكريين ستجد الإجابة دائما أن قواعد الاشتباك في المعركة هى التي تحدد زمن نهايتها .
تلاحظون بأن الجيش حسم المعركة أو كاد في زمن قياسي في الولايات بما فيها ولايات دارفور التي يتوهم التمرد أنها حاضنته الصلبة .
ولكن في الخرطوم بالذات تبدو الإمور في نظر المتعجلين بطيئة .
الجواب أيضا هو الفرق بين قواعد الاشتباك في المدن المكتظة والمدن الأصغر .
وعند الجيوش المنضبطة والمليشيا .
الجيش يتعامل بمسؤولية مهنية وأخلاقية عالية ، كان بإمكانه دك التمرد ومن يحتمي بهم من سكان ومباني ومستشفيات وبنيات تحتية وتحقيق نصر سريع ولكنه مكلف انسانيا وأخلاقيا وربما سياسيا .
في المقابل فإن قواعد الاشتباك للمتمردين تستند على طبيعة مهمة هذه القوة وتدريبها وتراثها القتالي وكل ذلك يمكن تلخيصه في الكلمة الثانية لاسم القوة [[ السريع ]] .
سريع في كل شيى .
عجول لا يعبأ بنتائج ولا التزامات قانونية أو أخلاقية أو سياسية .
عجول دون أي مسؤولية عن أرواح أو أمان الناس أو ممتلكاتهم.
عجول يتحرك يضرب ..يقتل …يدمر ….
يفعل ذلك دون أن يكلف نفسه عناء التفكير في الخطوة التالية .
المتابع لأحداث المعركة يتأكد من بأن أداء الجيش السوداني قد تميز بالبسالة والقوة والفعالية ،ولكنه لم يتجاوز قواعد الاشتباك بكل أبعادها وحساباتها.
أداء رائع ولكنه مسؤول .
أداء فيه تقدم مضطرد ولكنه واثق ، دون أن يفقد عقله وحكمته ، ودون أن ينسى مطلوبات الخطوة والخطوات التالية في زواياها المعقدة .
أداء مزج بين توظيف القدرات المتميزة التي توفر عليها في السنوات الماضية من تسليح وتدريب مع المهارات التكتيكية والاستراتيجية .
فعل كل ذلك في ظل بيئة سياسية حزبية متآمرة بل وتفتخر بعمالتها وخيانتها لكل الثوابت الوطنية ، ونظام إقليمي ودولي متعطش لنهش عظام السودان وتمزيقه والسيطرة عليه .
استعجال النصر فطرة بشرية ، وبشرياته واضحة إن شاء الله.
ولكن شتان ما بين جيش مسؤول وخصمة ( الشطيط) الذي يردد قائده [ نحن هدفنا إننا ما عندنا هدف ]
أدق ما يختصر فكرة المقال سمعته من أحد أهلنا من أهل الحكمة في تعريف الشطط أنه [ السرعة مع عدم الإدراك ]