١. المعركة بدات مع اول ضوء كما يقول العسكريون في منطقة المدينة ارض معسكرات سوبا التى استأجرها مؤخراً الدعم السريع من وزارة الشباب والرياضه وأودع بها دباباته العائده لتوها من معسكر الزرق بشمال دارفور .. ثم كان من حول المدينة الرياضية … سكان اركويت والمجاهدين وحى الراقي، والسلمه والصحافه هم أول من ادركوا عند الصباح الباكر أن ثمة معركة تجرى بالقرب منهم … ومنهم بدأت الرسائل تنتشر عبر الواتساب والفيس بوك.
٢. قرار انتشار المعارك بطبيعة الأحوال يصبح في يد الجنود الميدانيين، فأصغر وكيل عريف يمكن أن يشعل المعركة في اي طرف من الخرطوم وذلك بمجرد الضغط على زناد بندقية الكلاشنكوف التي يحملها على ظهره .. وهو ما كان سببا مباشرأُ فى اندلاع المعارك في معظم أطراف ولاية الخرطوم من بعد الساعة العاشرة صباحا.
٣. الساعات الأولي من المعركة أظهرت تضارباً واضحا ،وبدأت كأنها تشير الى أن المعركة تسير في صالح الدعم السريع من خلال التصريح بسيطرتهم علي المطار ، والقيادة العامة، ورئاسة جهاز المخابرات ، ومحاصرة القصر الجمهوري.. ومطار مروى الذى أظهرت الساعات الأولى مقطع قصير يشير إلى سيطرة قوات الدعم السريع عليه .
٤. من بعد الساعة الحادية عشر بدأ التوازن يعود إلى الساحة الإعلامية بظهور بيان القوات المسلحة وبعض الصور الأولى الملتقطة التى تشير إلى تحرك القوات المسلحة وإعادة الانتشار والتموضع.
٥. الصور الأولى للمعركة أظهرت جنوداً أسرى من القوات المسلحة في قبضة الدعم السريع .. ويبدو أنها كانت في منطقة سوبا وأرض المعسكرات .والقراءات الأولي أشارت إلى جاهزية الدعم السريع للمعركة كانت اكبر .. بيد أنه مع حركة الدبابات ،وبداية الانتشار للقوات المسلحة، بدأت الذهنية السودانية ترجع رويدا إلى نقطة التوازن ، وبدأ الحديث من جديد عن امتلاك القوات المسلحة لمفاتيح الميدان أكثر من الدعم السريع .
٦. الواضح أن السيطرة الإعلامية كانت في الساعات الأولى لقيادة الدعم السريع من خلال قناتي الجزيرة والعربية ، مع نشر مقاطع وصور أولى للمعركة … ولا زال الوضع يشير إلى تفوق الدعم السريع في التغطية الإعلامية ، مع بطء للقوات المسلحة في مجال الإعلام والتنوير . عكس ماهو كان وحادث في الواقع الميداني
٧. مع بداية وجود لقطات مصورة لتحرك الطيرأن الحربي .. وصور للقصف الجوى على بعض مقار الدعم السريع ، ونشر مقاطع فيديو للدبابات وهى تهدر في الطرقات ، بدأت الصورة في الاتزان .. ومع وجود لقطات للمواطنين وهي تهتف باسم القوات المسلحة بدأ وسم #جيش واحد.. شعب واحد# يعلو كأقوى تريند خلال اليوم … ويدعم ذلك كاميرات تصوير هواتف المواطنين التى اظهرت التفافاً واضحا حول القوات المسلحة .. ورغم السيطرة الإعلامية لإعلام الدعم السريع إلا أنه لم يستطيع بث اي فديوهات تشير إلى التفاف المواطنين حوله، أو وجود هتافات مؤيدة له أو تلاحماً بين جنوده والمواطنين .. وبدأ واضحا أن القوات المسلحة تملك رصيدا هائلا في قلوب الشعب السوداني لايمكنةالمزايدة عليه اطلاقا .
٨. كان من المتوقع من الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة أن يقدم ايجازا او تنويرا كل ساعتين كما جرت العادة في مثل هذه الأزمات ..( *الله يطراك بالخير يخلصوا يا الصوارمي )* ولكن لم يتم ذلك.. وفي ظل نظرية الفراغ بدأ واضحا أن الاشاعات كانت هي سيدة الموقف. وان قناتي الجزيرة والعربية تتفوقان على الإعلام الرسمى للدولة في ظل غياب من الناطق الرسمي باسم الحكومة وعدم التنوير من الناطق الرسمى باسم القوات المسلحة.
٩. في الولايات .. بدأ واضحا الجاهزية الكبيرة للقوات المسلحة .. وأظهرت التصريحات والصور من الولايات سيطرة القوات المسلحة في ولايات نهر النيل، البحر الأحمر، القضارف ، النيل الأبيض وهدوء الأحوال في مناطق جنوب وغرب كردفان، والنيل الأزرق وسنار ، مع غموض في الموقف في الأبيض ،والفاشر، ونيالا حاضرة جنوب دارفور .
١٠. الأمن سجل رقما مرتفعات في الاستقرار اليوم رغم المعارك .. اذ لاتوجد حوادث تذكر ، وليس هناك نشاط إجرامي منظم ، ولا زيادة في حالات النهب .. ويبقي تأمين الممتلكات والاسواق والمرافق الاستراتجية مطلبا ضروريا .. اما الخدمات فقد كانت مستقرة إلى حد كبير في مجال الكهرباء والمياه ، والمخابز … رغم الهلع الذي ظهر على المواطنين في أول ساعات الصباح لشراء مواد تموينة وتخزينها …
١١. من جانب آخر أظهرت الأحداث الضعف الكبير في بنية الدولة في مجال إدارة الأزمة فليس هناك بيانات إرشادية من وزارة الصحة عن المستشفيات والمراكز التى تستقبل الجرح من المدنيين، لا ارقام للاسعاف يمكن التواصل معها ليس ثمة وجود لفرق طبيه متجولة ،لا انتشار لعربات الاسعاف ، وكل مايتم اجتهادات شخصيه ليس الا.. وبالتالي لازالت الأسئلة مفتوحة عن ماجرى اليوم ، عدد الجرحي، عدد الأسرى.. الضحايا من المواطنين ، المناطق المتأثرة ، حالات فتح وإغلاق الكباري ، مناطق القتال والنزاع .
١٢. عند نهاية اليوم ارتفعت درجة الاطمئنان بشكل غام وسط سكان ولاية الخرطوم وبدأت الشوارع تشهد حركة حذرة للمواطنين ، ومع دخول ساعات الليل ومنذ الأفطار بدأت أصوات الانفجارات تخف.. رويدا رويدا ويكاد الهدوء يعم معظم ارجاء العاصمة . ويبدو أن الشارع العام حتى الآن استطاع أن يمتص الصدمة ويتر قب المواطنون أن يوم غد سيكون بإذن الله موعداً لنهاية الأزمة ، وعودة الحياة الطبيعية .