ظلت القوات المسلحة السودانية على مر تاريخها التليد قوية متماسكة حافظة لمكتسبات الوطن عصية على الطغاة، وظل الجيش حائط الصد الذي تتكسر فيه نصال الأعداء..
الوقوف مع القوات المسلحة يمليه الواجب والضمير، والدفاع عن أي تمرد يعتبر خيانة للوطن.. من هذا المنطلق كان موقفنا المبدئي من قضية صراع الجيش والدعم السريع، والتي يعتبر الحياد فيها خيانة تستوجب العقاب.
قبل شهر ونيف حينما حشد حميدتي وشقيقه قواتهما بالخرطوم طالبنا الجيش بالحسم المبكر.. وحينما وصلت قوات حميدتي لقاعدة مروي العسكرية وبخنا الجيش على عدم ردعها قبل وصولوها لهذه القاعدة الجوية المهمة، وكانت رؤيتنا أن تكون أرض المعركة المؤجلة بعيداً عن مروى حتى لا يتم تحييد القاعدة العسكرية المهمة.
اليوم غامر حميدتي وسعى لحتفه وهلاك قواته بنفسه، حينما واجه القوات المسلحة من أجل السيطرة على حكم البلاد لتحقيق طوحاته التي تفوق إمكاناته بآلاف السنين الضوئية.
رغم أن المعركة دارت وسط الخرطوم وفي بعض الولايات إلا أن القوات المسلحة حسمتها بأقل الخسائر وإنتهت من أسطورة مايسمى بالدعم السريع.
لم تكن القوات المسلحة وحدها التي تخوض معركة 24 رمضان ولكن خاضها معها الشعب على الأرض بالمساندة وبالدعاء وعلى السوشيال ميديا، وكان أبناء الشعب السوداني في خندق واحد مع الجيش.
اليوم علم حميدتي وشقيقه من هو الجيش وماهي القوات المسلحة التي ظلوا يشتمونها ليل نهار.. اليوم علم حميدتي أن الدعم السريع مجرد فقاعة وسراب وأن اللعب بالنار عواقبه وخيمة..
إنهزم حميدتي حينما هرب عنه عرمان الذي زين له النصر في المعركة مع الجيش كما زين إبليس لطواغيت قريش نصرهم على جيش المسلمين في بدر وحينما بدأت المعركة توارى وقال (إني أرى ما لا ترون) وكذا عرمان..
أكبر هزيمة لحميدتي في معركة اليوم هي تمرد قواته وإنضمامها للجيش الذي أكد أن صبره على تطاول الدعم السريع طيلة هذه المدة لم يكن خوفاً ولا جبناً ولا ضعفاً وانه أُجبر على معركة اليوم فخاضها ببسالة.
التحية لقواتنا المسلحة حامية الأرض والعرض قاهرة العملاء والمرتزقة والمجد والخلود للشهداء وعاجل الشفاء للجرحى والخزي والعار لحميدتي وشقيقه ومرتزقته من المطلاتية والأرزقية الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت.
انه الجيش الذي لا يهزم.. إنه جيش السودان.