البعد الاخرمصعب بريــر رمضانيات | من الخاسر الأكبر من تدمير منظومة صحة البيئة بالسودان (1) ..!

» يعتقد بعض الناس بان الصراع الخفى الذى تتعرض له البنية التحتية لمنظومة صحة البيئة بالسودان لا يعدو كونه صراع مهنى فى الوظائف القيادية بين الاطباء وضباط الصحة أو فى مرحلة سابقة بين الضباط الاداريين وضباط الصحة ، وفى تقديرى هذه نظرة خاطئة تماما وإن كانت هى الغطاء الذى تدثرت به الجهات التى كادت ان تنجح فى تدمير منظومة صحة البيئة ..

» رأيت فى هذه السلسلة التوثيقية ان اشارك متابعى #البعد_الاخر خبراتى المتواضعة كشاهد على العصر فى هذه القضية التى تمثل الهيكل العظمى للامن الصحى بالسودان ، وذلك من خلال تحليل الاسباب الحقيقية لجزور هذه القضية التى لايستطيع معظم الناس الحصول على حقائقها المجردة فى ظل كثافة غبار التغبيش الذى تتفنن الطفيلية المهنية المسيطرة على مفاصل القرار الصحى باطلاقه الان لتمرير اجنداتها الخبيثة ..

» بداية دعونا نسبر غور التاهيل العلمى والمهنى الذى هو حجر الزواية الحاسم فى هذه القضية ، وسابدا بضباط الصحة وبعدها ملاحظى ومساعدى ملاحظى الصحة وصولا لعمال الصحة، حيث يعد السودان من اوائل الدول العربية والافريقية بل والاسيوية التى انشات مدارس وكليات لضباط الصحة (اختصاصيو الصحة العامة وصحة البيئة)، وكانت الفترة الأولى (1933-1973) حيث أنشئت كلية الصحة كمدرسة تابعة لوزارة الصحة لتدريب ضباط الصحة في عام 1933م حيث يتم التدريب داخل مكاتب الصحة بالخرطوم وبكلية كتشنر الطبية ويقوم بالتدريب مفتشو الصحة البريطانيون .

» وفى الفترة من (1973-1975) انضمت كلية الصحة لوزارة التربية مصلحة التعليم العالي في عام 1973 ، وقد مكن هذا القرار الكلية من أن تجد وضعها السليم والمنطقي كأحد مؤسسات التعليم العالي، وكانت مدة الدراسة ثلاث سنوات تمنح الكلية بعدها دبلوم الصحة العامة الصادر عن الجمعية الملكية البريطانية للارتقاء بالصحة وكانت مناهجها تعتمد بواسطة الجمعية الملكية ..

» وفى الفترة من (1976-1982) وتحديدا في عام 1976م أصدر السيد وزير التربية والتوجيه ورئيس المجلس القومي للتعليم العالي أمر تأسيس كلية الصحة كمؤسسة قائمة بذاتها تحت مظلة التعليم العالي، وفى الفترة من (1983-1987) في عام 1983م صدر توجيه من رئيس المجلس القومي للتعليم العالي برفع سنوات الدراسة بالكلية لأربع سنوات على أن تمنح الكلية دبلوم العلوم في الصحة العامة وصحة البيئة قاطعة بذلك صلتها مع الجمعية الملكية وأستدعى ذلك تعديل مقرراتها لتواكب هذه الطفرة .

» أما فى الفترة من (1988-1990)، وتحديدا في عام 1988م تعدّل أسمها بقرار وزاري وأصبح أسمها كلية الصحة والدراسات البيئية وتضمن القرار بأن تمنح الكلية درجة البكالوريوس في الصحة العامة وصحة البيئة. وفى الفترة من (1991-2009) وفي إطار فعاليات ثورة التعليم العالي انضمت الكلية إلى جامعة الخرطوم بقرار وزير التعليم العالي والبحث العلمي رقم (13) لعام 1991م .

» واخيرا في أغسطس 1991م أجاز مجلس جامعة الخرطوم النظام الأساسي للكلية حيث تعدّل أسمها إلى كلية الصحة العامة وصحة البيئة ، وترافق ذات الفترة تاسيس (7) كليات للصحة العامة وصحة البيئة بالجامعات السودانية الاخرى ، وتم إجازة المنهج الانموذج لكليات الصحة كتطور طبيعى لتوحيد جودة مخرجات التعليم العالي لخريحى كليات الصحة السودانية ..

» اذن لا يستطيع كائنا ما كان ان يقدح فى تاهيل ومهنية ضباط الصحة الذين اضحو اكثر فئات المهن الطبية والصحية حصولا على الدرجات العلمية فوق الجامعية من الماجستير والدكتوراة، وحاليا عادى جدا وجود مفتشى صحة من حملة الدكتوراة حتى على مستوى الوحدات الادارية ..

بعد اخير :

اذن مفتشى وضباط الصحة متخصصون فى باصالة فى مجالات الصحة العامة ، الوبائيات ، صحة البيئة ، صحة وسلامة الأغذية ، الحشرات الطبية ، الادارة العامة والادارة الصحية ، التخطيط والسياسات الصحية ، الادارة المتكاملة للنفايات بكافة انواعها ، الصحة المدرسية ، تعزيز الصحة والاعلام الصحى ، الجودة والبحوث العلمية ودراسات المردود الصحى والبيئى .. فما الذى يبرر حاجتهم لمستجدى المهن الاخرى للوصاية عليهم ..

بعد تانى :

صقور الصراع المهنى الخفى البغيض كانوا دوما حجر عثرة كؤود أمام التطور الطبيعى لمنظومة صحة البيئة ، والا فلماذا لم يتم انشاء المجلس القومى لصحة البيئة رغم وجودة كاحد المتطلبات القانونية الواجبة التطبيف نصا بقانون صحة البيئة القومى لسنة 2009م ؟! ولماذا الحرب الضروس ضد قرار ترفيع صحة البيئة لادارة عامة رغم النصوص القانونية الواجبة النفاذ الواردة فى قانون حماية الصحة العامة منذ العام 1999م ؟! هذه الكارتيلات لازالت عقبة كؤود أمام تطوير منظومة صحة البيئة حماية لمصالحها الذاتية التى تستند على ضرورة منع واضعاف الاجهزة المعنية بالتدخلات الوقائية حتى لا تفلس المؤسسات العلاجية التى تتربح من خلال امراض الناس ومعاناتهم والعياذ بالله .. وسنواصل كشافات الحقيقة فزمن الغتغتة والدسديس انتهى وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ..

حسبنا الله ونعم الوكيل

اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين
13 ابريل 2023م
musapbrear@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *