يصادف اليوم الثلاثاء11 أبريل الذكرى الرابعة لسقوط الإنقاذ بخيانة اللجنة الأمنية ووصول البرهان للسلطة بالصدفة بعد أن كان مجرد مرسال لإبلاغ البشير بالإنقلاب.
المعلومة التي يعلمها الجميع هي أن الإنقاذ لم تسقط بالثورة المصنوعة لكنها سقطت بخيانة اللجنة الأمنية برئاسة إبن عوف وصلاح قوش وكمال عبد المعروف وأذنابهم من الخونة فلولا ذلك لظل الثوار حتى يوم الناس هذا يفترشون ساحة القيادة ويلتحفون الوهم.. يغنيهم دسيس مان (كنداكة نحنسها ليك) ويتساجلون حول تمثيل كولومبيا للثورة..
لولا خيانة إبن عوف وازياله لظل الهمبول وجدي صالح يبيع الوهم للثوار ويعدهم بتشتيت الدولارات في الصرافات التي أصبحت الآن أفرغ من فؤاد أم موسى.
نعم فشلت الإنقاذ في أيامها الأخيرة في توفير أساسيات الحياة، ولكن الحقيقة المرة هي أن أسوأ يوم في الإنقاذ أفضل بألف مرة من أحسن أيام حكومة قحت البائدة التي أذاقت الشعب الأمرين وأفضل بآلاف السنين الضوئية من حكومة البرهان وحميدتي والمتمرد جبريل التي أوردت الشعب موارد الهلاك.
مرت أربعة سنوات على سقوط نظام الإنقاذ تكشفت خلالها حقيقة الساسة السودانيين من خلال العمالة والإرتزاق وبيع كرامة الوطن، وتبين خواء وعجز من تولوا أمر البلاد في غفلة من الزمان..
أربعة سنوات أكد خلالها البرهان وحميدتي تمسكهم بالسلطة ولو على أشلاء وجماجم المواطن دون أن يمتلكوا القدرات التي تؤهلهم لإدارة لجنة شعبية دعك عن دولة بحجم السودان.
أربع سنوات على سقوط الإنقاذ إستطاع خلالها الإسلاميون تجاوز ضياع السلطة وسيطروا على المشهد السياسي بطول البلاد وعرضها.. نظموا عدد من الإفطارات الرمضانية التي أمها مئات الآلاف من عضويتهم التي أكدت تمسكها بالفكرة ووفائها للمنهج.
رغم مرارة الخيانة إلا أن التيار الإسلامي قد إستفاد من تجربة السقوط وأعاد ترتيب صفوفة.. ليس من أجل العودة للسلطة ولكن من أجل الحفاظ على تراب الوطن الذي أصبح في أيدي عسكر لا يملكون قرارهم وعملاء لا يملكون إرادتهم.