نناقش اليوم موضوعاً مهماً وتنبع أهميتة لأنه من الواضيع الحياتية ويعتب المحور الأساسي في الحياة والإقتصاد الا وهو الإستثمار:
يقول الله سبحانه وتعالى ( وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ) صدق الله العظيم
- العمل قيمة كبيرة ومن القيم التي يمتلكها الإنسان، فلا يوجد إنسان يصل لأهدافه دون عمل.. والمجتمعات لا تصل لنهضة كاملة إلا بسواعد أبنائها..
- لذا نجد أن رجال الأعمال والمستثمرين هم ركائز الأمة وشعاع الأمل للنهوض بالإقتصاد إلى أعلى مستويات من التقدم والازدهار، والبلد الذي يكثر فيه المستثمرين هو بلد قوي اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.
وحتى تقييم صندوق النقد الدولي للنقد الأجنبي للدولة مرتبط بتحويلات المغتربين والإستثمار الأجنبي المباشر - فالاستثمار من أهم القضايا التي تدور حولها الأبحاث الإقتصادية والعلمية، وكلمة إستثمار من معانيها التوظيف والتغيير ،واستثمار تعني تحريك المشروعات وإيجاد فرص عمل وتخفيف نسبة البطالة ويعني الإستثمار محاربة الفقر وجلب العملات الصعبة واكتساب الخبرات ونقل التكنولوجيا.
لذا يفتح الإستثمار العديد من النقاشات بين القادة والساسة الباحثين لكي يصلوا إلى نتائج تعزز الإقتصاد الوطني
وتخرج به من الأزمة التي وصلت مرحلة عنق الزجاجة( كما يحدث اليوم في السودان)
*تأخر الإستثمار في السودان بالرغم من دخول المستثمرين منذ استقلال البلاد بسبب عدم ثبات السياسات الإقتصاديه
ففي سبيعنات القرن الماضي تم تطبيق سياسة التأميم مما أدى لخروج المستثمرين إلى جانب هروب رؤوس أموال محلية ضخمة إلى الخارج ومنذ ذلك الحين لم يتعافى الاقتصاد السوداني. - في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي كان السودان يعاني من العزلة الدولية لمدة ٢٧عاما بجانب الحظر الأمريكي على التحويلات المصرفية في السودان
وحتى في السنوات الأخيرة من عمر الإنقاذ كانت سياساتها الإقتصاديه مخجلة حتى على مستوى المواطن مما جعل الكتلة النقدية خارج الجهاز المصرفي بنسبة ٩٥ ٠/٠ لذلك كانت البيئة الإستثمارية سيئة وطاردة وغير جاذبة مما أدى خروج المستثمرين من السودان.
*بعد ثورة ديسمير المجيدة وماتبعها من تغيير تم رفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وإزالة الحظر الأمريكي، فالسودان مقبل على مرحلة جديدة كلياً مما جعل البلاد تعول على جهاز الإستثمار على المستوى الإتحادي والمفوضيات على مستوى الولايات لجذب الاستثمارات وتشجيع وتحريك الإستثمار المحلي
وفي العام ٢٠٢١م شهدت الخرطوم أهم مؤتمراً إقتصاديا وتوالى مؤتمر باريس الذي تداعى له مستثمري الدول الصديقة والحليفة من كل حدب وصوب لحلحلة ديون السودان وكيفية تدفق رؤوس أموال كبيرة لانعاش الإقتصاد السوداني، ولكن نسبة لعدم الاستقرار السياسي والهشاشة الأمنية وظهور فايروس كورونا بالإضافة للتظاهرات شبه المستمرة مما خلق بيئة سيئة وطاردة للإستثمار وادت إلى تغيير أفكار المستثمرين بالتوجه إلى دول أكثر أمناً. - فرص ومجالات الإستثمار
في السودان فرص كبيرة جداً ومتنوعة.
-الإستثمار في القطاع الزراعي: كزراعة القطن والسمسم والفول السوداني والصمغ العربي
-الاستثمار في قطاع الثروة الحيوانية: إنتاج اللحوم والألبان والجلود والأعلاف والخدمات البيطرية فالسودان يمتلك ١٠٦ مليون راس من الأبقار والضان والإبل و٤٧ مليون راس من الدواجن مما يعد موردا كافيا للإستثمار.
-الإستثمار في قطاع التعدين.. حيث يمتلك السودان مخزونا؟ ضخماً من الذهب والنحاس واليورانيوم والبترول.
-الاستثمار في مجال البنيات التحتية من مستشفيات وجامعات والمعاهد بالإضافة للسياحة والآثار إلى جانب الطرق والجسور.
ولكن الاستثمار في السودان تقف أمامه وتعيقه تحديات ومشاكل عديدة والمستثمر أكثر حرصا على الإستثمار المضمون لذلك اشتراطاته وتحدياته كثيرة وعديدة منها: * عدم استقرار سعر الصرف - عدم الإقرار السياسي والأمني
- تداخل وتقاطع القوانين بين الركز والولايات وعدم معالجة سلبياته بشيء من الشفافية
- الإجراءات العقيمة وبيروقراطية العمل.
- عدم وجود خطة للإستثمار. لا بد وجود إستراتيجية محكمة للإستثمار تحدد أولويات واحتياجات الدولة من الإستثمار ثم توجيه المستثمر نحوها.
الإنتاج هو أس وأساس الأستثمار ولا يمكن أن نوجه المستثمر نحو المطاعم والمصالح
واحدة من أكبر معضلات الاستثمار عدم إلزامية المستثمر في مجالات محددة وفقا لتراخيص محددة.. لا بد أن يكون كل في مجاله
*. غياب الحوكمة …….
ما هي التسهيلات والمحفزات لجذب الإستثمار الأجنبي؟
- تبسيط الإجراءات وإزالة البيروقراطية
*، خلق منصات وبوابات للمغتربين - اعداد خارطة اطإستثمارية واضحة المعالم
- عمل حوكمة
- اما بالنسبة للقوةطى العاملة في مجال الإستثمار لا بد من الإلمام الكامل بالإستثمار وكيفية الإستفادة من تجارب الآخرين وكيفية ترويد خاطر الطريق حتى تتحول بلادنا لنهضة اقتصادية كما حدث في سنغافورة أفريقيا وهي دولة رواندا التي كانت تعاني من الحروب الأهلية والمجاعات وتفاجأ العالم إلى تحولها لدولة اقتصادية عظيمة.