اللجنة الأمنيّة الإنقلابيّة بقيادة (ابن عوف) أعمتها خيانتها ونزقها السلطوي من مطالعة تقارير المخابرات عن حجم التدخلات المتوقعة من دول الاقليم والغرب حال تنحي المشير البشير بتلك الصورة (الانقلاب) فقد ظلت تكيد وتتآمر منذ (٣٠ عام-كما ظل السودان تحت دائرة الاهتمام الغربي الامريكي قبل الاستقلال) بُغية إسقاط أخطر مشروع سوداني وطني كرامة وإستقلال وسيادة وإرادة .. مثّل التحدي الحقيقي والعقبة الكؤود أمام خمسة من الرؤوساء الأمريكيين المتعاقبين وفشلت كل ادوات الارهاب والحصار وحروب الوكالة والقصف المباشر في تركيع السودان وادخاله بيت الطاعة الأمريكي ..
السؤال الجوهري :
كيف ولماذا ومتي ومن حشر الجيش داخل مصيدة وفِخاخ (التفكيك والتشليع) ؟؟!!
الإجابة ليست معقدة ولا عصيّة بقدر ما يُوهِم الإعلام وتصوِّره وسائل توجيه الرأي العام المخدومة عبر وسائلها الناعمة وأذرع المخابرات والدبلوماسية الاجنبيّة وادواتها المباشرة الثقيلة في فرض رغباتها لتحقيق الهدف الرئيس (تفكيك الجيش السوداني) وتحويله لمجرد قوة ضعيفة وهشّة لا تقوي علي مواجهة مشاريع الهيمنة والاستعمار ونهب خيراته والحفاظ علي إستقلال وسيادة وطن وشعب السودان ؛ حيث يلعب ادوار مهمّة في الأمن الاقليمي والدولي ويحتل موقعًا متقدمًا في مستقبل التحولات الدوليّة بإمتلاكه سواحل ممتده مطلّة علي البحر الأحمر مِعبَر التجارة العالمية المهم والرابط بين قارات آسيا وافريقيا وأوروبا ؛ وحدوده الدوليّة مجاورة لدول تشهد صراع نفوذ دولي غير مكتوم بين روسيا والغرب . . فضلًا عن ما يحوز السودان من موارد طبيعية غنيّة من مياه وزراعة وغابات وثروة حيوانية ومعادن وتنوع سكاني وثقافي ومناخي وعدد سكاني محدود وقليل (٤٦مليون ) مقارنة بمساحته وما يملك من مقومات وقدرات وطاقات وعوامل نهضة .
إذن إضعاف (وتفكيك الجيش) ليس نزهة ولا محل مساومة كما أنه ليس بقضيّة ولا جَنْد (غِلمان قحط) وهم يصرخون ويصرّحون بما لا يعلمون ودون وعي إن احسنّا بهم الظن ..
(وإلا فهم بلا أدني شكك عُملاء يستوجب محاكمتهم بتُهم التخابُر والتعاون مع العدو بكل ما تحمل الكلمات من معانٍ ودلالات وألفاظ )..
إن (تفكيك الجيش السوداني) هو القضيّة المركزيّة والغاية القُصوي ضمن إستراتيجية امريكا المعلومة ضمن مخطط -المستشرق أ.د/برنارد لويس(١٩١٦م-٢٠١٨م)اليهودي البريطاني أمريكي الجنسيّة وأبرز منظري الصهيونية المتطرفين ضد الإسلام (الحاصل علي ثلاث دكتوراة فخرية من جامعات الكيان الإسرائيلي) ؛؛ المشروع المُسمّي (الشرق الاوسط الكبير) لتفتيت عُري دول العالم العربي والإسلامي والشمال الأفريقي.. والمشروع ليس أكذوبة تُقال كمصطلح (نظرية المؤآمرة) التي يلوكها أنصاف المثقفين من كُسالي أبناء وطني مِمّن لا يصبِرون علي الإطلاع علي ما يُحاك ويُخطّط له بعناية ضد وطننا ضمن خارطة العالم والإقليم (الجديدة) .. المُعدّة بواسطة مراكز التخطيط والدراسات الإستراتيجية والمُعتمدة كسياسات عامة وهوادي تنفّذها الإدارة الامريكية كمشروع عملي للهمينة والاستعمار بوجهه الجديد ..
ففي عام 1983م وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سريّة على مشروع (برنارد لويس)وبذلك تمّ تقنين هذا المشروع وإعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الإستراتيجية لسنوات مقبلة).
يشمل المشروع عشرة دول يأتي السودان في المرتبة الثانية لأهميّته بعد مصر الأولي.. فالشمال الأفريقي (ليبيا -الجزائر-المغرب) ؛ فالسعودية والخليج ؛ والعرق ؛ وسوريا؛ ولبنان؛ وفلسطين ؛ والأردن ؛ واليمن ؛ وتركيا ؛
وإيران وافغانستان وباكستان .. والمشروع يمضي تنفيذه بنجاح حسب ماهو مُخطّط له حتي الآن لتفتيت دول العالم العربي والإسلامي عبر إستراتيجية مُحكمة تنتهي بسيطرة وهيمنة مُطلقة لاميركا الفاعل فيها الرئيس والأداة هي دويلة الكيان الاسرائيلي (الوظيفية) لتطفو كقوّة عسكريّة وإقتصاديّة أولي بتكريس وإستغلال كل أسباب الخلاف (الديني والمذهبي والطائفي والعرقي والقبلي) الداخلي والإقليمي بين الدول .. مضت الخطة بالعراق وافغانستان وسوريا وليبيا ولبنان واليمن وتحوّلت إيران لعدو بدلًا عن كيان إسرائيل المُغتصِب وباتت تلأفيف حليف ومزار ونُسُك تُقام له الصلوات وتُفَتّح له مغاليق الأبواب ويتهافت الجميع للعق حذائها الجيفة ويُشتَم ويُسجن من يتعرّض لها ولكلابها الأنجاس..
سادتي الوطنيون ..
إن معركة الحفاظ علي قواتنا المسلحة بالقليل الذي ذكرناه أعلاه ليست معركة ولا ميدان حرب يقاتل فيها الجيش وحده .. ولا هي مهمّة (محدودة) يتصدي لها الأبطال الشجعان من جنود وقادة الجيش السوداني والقوات النظاميّة المرابطة لوحدهم .. إنّها أم المعارك المقدّسة وساحة النزال الفرض لا يُرفع فيه تكليف ولا يتخلّف فيه صاحب عذر لكل وطنّي حُر رجالًا ونساء وإن بفرض الدعاء والقنوت والقيام والسجود والقلم والكَلِم والصوت لا الصمت والقعود والسكوت ..
سادتي شعب السودان الصابر المجاهد المُنتصر سيد الفتوحات وصاحب الكرامات ..
لا تتركوا (جيشكم السوداني) المُسربل بالمكارم والعزائم والحقيق بالفتح والجدير بالنُصرة نهبًا لأطروحات وتخرّسات العدو (الصهيوني العلماني المسيحي المُستَبد المُستعمر) -الحاكم العام فولكر- ولا لرباعيته- ولا ثلاثي التحليل .. ولا تسمعوا للمساكين المُغرّر بهم من (صبايا قحط) تُسكرهم قعقعة الدولار وصرير ابواب السلطة وتنخلع قلوبهم ساعة قعقعة اصوات الحق عند معترك الواجب ونداء الوطن فلا شرف لخائن لتراب وميراث وطنه ولا دين لعميل ولا ذمّة لرخيص ولا عهد ولا أمن لمن باع دماء الشهداء والأبرياء وساوم علي شرف الماجدات وهتك الاستار وأحلّ كل مُكر وحرام ..
إن تفكيك الجيش السوداني ..
ليس مسؤولية (الجنرال البرهان) ولا قيادة الجيش وحدهم وإن تحمّلوا وزره الأكبر وجُرمه الأعظم بتعاونهم وتراخيهم وإنكسارهم المُهين بلا قطرة دم مسفوح ولا رفع صوت مبحوح ولا كلمة (لا) في وجه مستعمر (مُخنّث) مثل فولكر وأشباهه (وقحط وشرزمتها) الماجنة (والشعب يعلمهم وتاريخهم فردا فردا) متمردين ومشردين ومطرودين منبوذين من أهليهم ومجتمعاتهم ..
فليتصدّي الشرفاء من أبناء وبنات المجتمع السوداني بكافة تكويناتهم وتشكيلاتهم وتنظيماتهم ومناطقهم وأقاليمهم وقراهم والمُدن للمعركة الفاصلة لدحر وهزيمة مشروع الإحتلال القادم فالمعركة ليست بالسهلة ولكن الأرواح المشرئبة الي مرضاة الله وصون الحرائر والمقدسات والتراب لا تعرف أنصاف الحلول ولا مساومة في كرامة أمة ولنا في تاريخنا الحديث المجيد مُنذ المهدّي وخليفته وتعليق رأس غردون وحتي ملاحم الميل ٤٠ شموس عز تفِج ظلامات الباطل وتحيله بقداسة إلحق هباء تذروه الريح الي مكان ٍ سحيق ..