سعادة الفريق الأول البرهان
تحيةً واحتراماً:—
حدثنا التاريخ أن الرئيس المصري السادات كان قد اتخذ قرار حرب أكتوبر(١٩٧٣) وهو يعلم أنه يقف وحده بعد أن تردت علاقته بالأمريكان في وقت كانت علاقته بالروس أسوأ..
أصر علي دخول المعركة متوكلاً علي الله ثم علي ثقة الشعب.. وهكذا هم الحكام الكبار دوما ً ينحازون لإرادة شعوبهم غض النظر عن الهزيمة المادية أو مكاسب الانتصار…يكفي أن يعيش الحاكم محافظاً علي قيم وتقاليد شعبه معظماً مبادئه بعيداً عن أي تأثير أو مؤثرات..
قدرنا في السودان أن تصبح حاكماً علينا بلا اختيار منا ولا انتخاب.هي فقط أقدار الله علينا ومشيئته المطلقة فينا.. يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء..
هذا الشعب ياسيدي شعب باذخ عملاق قوي يحب في الحكم قوته وشموخه وعزته ولذلك أحب البشير واحتشد حوله وناصره واحتفي به..
تحفظ ذاكرة التاريخ كيف استقبله الشعب عقب عودته من جنوب افريقيا تلك الزيارة التي تحدي بها في جسارة الصلف الأمريكي والطغيان الأوربي خرج الشعب يومها عن بكرة أبيه في عفوية فغمر شارع النيل حتي فاض احتفاء؟ بالزعيم عمر وغني في ذلك اليوم الحوت محمود عبدالعزيز كما لم يغن من قبل ورقص الشباب وطرب.مما أغضب المجتمع الدولي وجعلهم يأتمرون عليه في خبث ونذالة فصنعوا فتنتهم التي نعيش ليعيش الشعب حسرته الكبري جراء الخدعة التي تعرض لها بأن السودان سيتحول إلي واحة من نعيم مقيم بمجرد مغادرته السلطة فإذا به يعيش الجحيم في أسوأ تجلياته هجر علي أثره أكثر من ربع السكان البلاد وتوزعوا مشردين في الدول الأخري يعيش معظمهم أتعس الأحوال..
ها أنت ياسيدي قد وضعت نفسك بين خيارين: الأول أن تمضي في هذا الإتفاق الأجنبي إلي آخر الشوط وهذا معناه أن تسلم مقاليد البلاد لهؤلاء العملاء الخونة السفلة عبيد الشيطان الرجيم فولكر تحت مزاعم الحكم المدني حينها لن يكون أمامك فرصة في أن تبقي في موقعك فالأمريكان والصهاينة دأبهم عض اليد التي أحسنت إليهم: ((صدام حسين/معمر القذافى/عبدالله علي صالح/ جعفر النميري/ زين العابدين بن علي)) فلا تنخدع بابتسامتهم الصفراء..
الخيار الثاني أن تنحاز لشعبك فترفض الإتفاق الإطاري جملة وتفصيلاً معلناً تحملك المسؤولية كاملة كقائد أعلي للقوات المسلحة رئيساً لمجلس سيادي فاتحاً الطريق لمشاركة شعبية واسعة داعياً الجميع لدعم خزينة الدولة لمواجهة استحقاقات وتبعات هذا القرار ميمماً وجهتك نحو التحالف ((الروسي التركي الصيني)) مشكلاً معهم حلفاً استراتيجياً هم في أمس الحاجة للسودان فمصالحهم فوق كل اعتبار متخذاً من التيار الوطني حاضنة سياسية قوامها الطرق الصوفية والجماعات والأحزاب السياسية الوطنية من الذين يريدون أمن واستقرار الأوضاع.. لا ترفض أحداً أراد المشاركة إلا لمن أبي.. فمن أبي وعارض معارضة سلمية موضوعية فهذا حق كفله له القانون والمعاهدات الدولية وإن أراد أن يستقوي بالأجنبي فهذا خائن عميل تافه يقدم لمحاكمة عادلة وفقاً للأصول والثوابت القانونية المعروفة.
ثم خذ من التدابير مايكفي لإقامة انتخابات حرة ونزيهة لا تتجاوز العامين..
هناك إجراء يجب أن تقوم به وهو رفع التجميد عن دستور ٢٠٠٥ الانتقالي فقد جاء وفق حوار وتراضٍ من كافة القوي الوطنية حيث وجد قبولاً وارتياحاً عاماً حتي من خصوم الإنقاذ ولم يشذ منهم أحد..
هذان هما الخياران اللذان أمامك؛؛ في غير ذلك فإن الشعب كما أشرنا لك البارحة لم يعد يحتمل الفوضي والمماحقات اليسارية التي ما ورث منها سوي السيولة الأمنية والجوع والنكد والغلاء الطاحن …
عليه يجب أن تخرج للشعب لتخاطبهم خطاب الصراحة والوضوح فقد بات لايثق فيك ولا في حميدتي ويري فيكما أس البلاء مما يحتم عليه أن يثور مطالباً القوات المسلحة التدخل العاجل لاستلام السلطة وتخليصه من شروركما ..
الأوضاع الآن تمضي إلي انفجار فإني رأيت كل الثورات التي قامت في السودان أتت بغتة.. فقد توفرت كل الشروط الموضوعية لها فهل تتخذ القرار الصواب أم تظل في خانة ترددك حتي تنفجر الأوضاع؟؟!! في وقت فيه أنت بين ضعفين ضعف الشارع الذي لم يعد يثق فيك ويتمني الانقلاب العسكري عليك وعلي قحط.. وبين تململ المؤسسة العسكرية التي تري فيك أنك تسن شفرة ذبحها تصفية وتفكيكاً وخيانة لها ومع من ؟! مع ألد خصومها الرويبضة القاتل الخائن عرمان ؟!
أقسم بالله العظيم أنني بذلت لك النصح صادقاً.. وقد بذلته من قبلك للإنقاذ سبع مقالات طوال طالبتهم فيها بعزل وزير المالية الركابي فلم يعروا اهتماماً حينها لكلماتنا حتي تفاقم الأمر ووصل مرحلة اللارجوع و((حدث ما حدث))
والسلام ختام..
حاضرة: نصحتك بمنعرج ((الخرطوم)) من باب الاشفاق علي وطن يباع..
ثانية: البلاد في حاجة لرجل قوي يتخذ قرارات جريئة أولها جعل كلاب وعبيد فولكر في وضع الدفاع لا الهجوم حيث السجن أولي بهم..
أثيرة: البرهان وحميدتي فقدوا كل تعاطف وسند شعبي وأضحت الثورة عليهم خياراً أوحد أمام الشعب حتي يحافظ علي جسد وطنه من أن يتمزق وينقذ نفسه هلكة مسغبة تحاصره..
أخيرة: الشعب اجتمعت ارادته وقوي عزمه للخروج في هبة شعبية دفاعاً عن أراضيه المستباحة من المستعمر الأجنبي سيخرج متوكلاً علي الله ثم قواته المسلحة الظافرة الباسلة..